مليشيات الإصلاح.. سوس ينخر في جسد الشرعية الممزق
أضحت مليشيات الإصلاح بمثابة سوس ينخر في جسد الشرعية الممزق وذلك بعد أن فتحت المجال أمام مليشيا الحوثي الإرهابية للسيطرة على محافظة مأرب في ظل التراجع المستمر لعناصرها، ما أدى لفقدان مناطق شاسعة في المحافظة، وأضحت قاب قوسين أو أدنى من خسارة نفوذها في الشمال في الوقت الذي تستمر فيه بالحشد جنوبا باتجاه محافظة أبين.
تقلصت الرقعة الجغرافية التي كانت تسيطر عليها الشرعية في الشمال، وأضحت المليشيات الحوثية مسيطرة على مناطق كبيرة بفعل خيانة مليشيات الإخوان التي سلمتها مواقعها من دون أن تطلق رصاصة واحدة، بل أنها سلمتها أسحلتها التي يجري استخدامها حاليا ضد الأبرياء، وتعد إحدى الأدوات التي تمضي باتجاه تمكين الحوثي من محافظة مأرب.
يأتي تراجع الشرعية في مأرب بالتزامن مع وجود إدارة أميركية جديدة ليس من المتوقع منها أن تنخرط في مواجهة شاملة لتنظيمات الإسلام السياسي بل أنها ستحاول مجددا دمجها في المجتمعات العربية، إضافة إلى أن نفس هذه الإدارة الجديدة لن تدخل في صراع حاسم مع أذرع إيران الإرهابية في ظل وجود توقعات بإعادة تفعيل بنود الاتفاق النووي مع طهران.
تراجع الشرعية في مأرب يأتي متزامنا أيضا مع تلويح إدارة الرئيس دونالد ترامب بتصنيف مليشيا الحوثي كمنظمة إرهابية، وبالتالي فإن هناك ضغطا مزدوجا تمارسه إيران بالتعاون مع قطر وتركيا يظهر بوضوح من خلال تمكين الحوثي من محافظة مأرب، وهو ما يشكل خطرا داهما على أمن الولايات المتحدة الأميركية التي لديها تحالفات وثيقة مع دول عربية عديدة ستكون مهددة بشكل مباشر إذا فقدت الشرعية تواجدها في مأرب.
تنبع خطورة هيمنة الحوثي على مأرب في أن مليشيات الإصلاح سوف تدفع بعناصرها إلى الجنوب، وهو أمر يحدث حاليا في ظل استمرار التحشيد إلى جبهة أبين، غير أن الأمر سيأخذ أبعادا خطيرة في حال تزايدت معدلات النزوح واللجوء إلى الجنوب بالقرب من سواحل البحر الأحمر ومضيق باب المندب وهو ما يشكل خطرا داهما.على الأمن القومي العربي.
وتواترت أنباء عن انسحاب قوات الشرعية، أمس السبت، من معسكر ماس في محافظة مأرب، وبحسب مصادر مطلعة، وصلت عناصر مليشيا الحوثي إلى المعسكر الاستراتيجي، بعد انسحاب قوات الشرعية إلى وادي مويس.
ودأبت الشرعية الإخوانية على تسليم معسكراتها وجبهاتها الرئيسية إلى مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، ويعد معسكر ماس أحد أهم معسكرات الشرعية وآخرها تحت قيادة المنطقة العسكرية السابعة.
وفقد اللواء الأول مشاة جبلي التابع لقوات الشرعية في مأرب، قياداته الثلاثة العليا، في ثلاث حوادث قتل غامضة بأيام قليلة.
ومع مطلع الأسبوع لقي قائد اللواء محمد مسعد، مصرعه بعيار ناري من الخلف، تبعها إعلان مقتل العميد يحيى محمد البكري، رئيس أركان اللواء، والعقيد فاضل محمد سلامة، ركن تسليح اللواء.
وفي تشابك يثير الشكوك، تزامن مقتل القادة الثلاث في غضون الأسبوع نفسه الذي شهد سقوط معسكر ماس في مأرب، مسرح عمليات اللواء.
ويرجح مراقبون اغتيال القيادات الثلاث في اللواء، من جانب عناصر موالية لتنظيم الإخوان الإرهابي المهيمن على الشرعية والمتحالف مع مليشيا الحوثي في معركة الانسحابات وتسليم الجبهات.
ويرون أن تنظيم الإخوان الإرهابي اعتاد على استخدام الاغتيالات وسيلة للتخلص من خصومه، مشيرين إلى أن أبرز أولوياته الحالية ضمان تحالفه مع المليشيا الحوثية للتفرغ لعدوانه على الجنوب.
وأكدوا أن الشرعية الإخوانية لن تسمح باستمرار أي قيادات تؤمن بمشروع التحرر من هيمنة الحوثي، وتهدد تحالفها مع المليشيا المدعومة من إيران.