أزمة وقود في صنعاء تكشف حاجة الحوثي لمزيد من المال
كلما تنشب أزمة وقود مفاجئة في صنعاء يكون الهدف وراءها جمع أكبر قدر من المال لدعم المليشيات الحوثية التي تسيطر على السوق السوداء وتبيع المشتقات النفطية بأسعار مضاعفة وتوجه ذلك المال إلى المجهود الحربي في ظل معاناتها من أزمات اقتصادية طاحنة تسببت في هروب العديد من المرتزقة التي تزج بهم إلى الجبهات.
يبدو أن الحوثي بحاجة إلى المال في تلك الأثناء، وذلك بعد أن عادت طوابير السيارات الطويلة، مساء اليوم الأحد، إلى محطات الوقود في صنعاء، بعد اختفاء المشتقات النفطية بشكل مفاجئ في المدينة الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي، في الوقت الذي انتشرت فيه عمليات البيع في السوق السوداء على نطاق واسع.
يؤكد متابعون على أن الحوثي يتحسب من إصدار قرار أميركي بتصنيفه منظمة إرهابية وبالتالي فإن المليشيات تحاول أن تكنز أكبر قدر من الأموال حال نجحت جهود المجتمع الدولي في تجفيف منابع الدعم الذي يصل إليها، وأنها تتعامل مع تجارة الوقود باعتبارها أسهل طرق جمع المال في ظل حاجة المواطنين المستمرة لتلك المشتقات.
يذهب البعض للتأكيد على أن الحوثي سيذهب باتجاه دفع صنعاء للفوضى كورقة ضغط من الممكن أن تستخدمها إيران في وجه الولايات المتحدة التي تبدو أنها ماضية في طريقها نحو تضييق الخناق على المليشيات الحوثية، وبالتالي فإن الأزمات المعيشية وحوادث العنف المسلح وانتشار الجبايات على نطاق واسع ستكون حاضرة خلال الأيام المقبلة.
عادت طوابير السيارات الطويلة، مساء اليوم الأحد، إلى محطات الوقود في صنعاء، بعد اختفاء المشتقات النفطية بشكل مفاجئ في المدينة الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي، وشدد مصدر في شركة النفط بصنعاء لـ"المشهد العربي"، على أن مليشيا الحوثي افتعلت هذه الأزمة لصالح مافيا السوق السوداء.
ووقفت السيارات في طوابير طويلة أمام محطات الوقود، كما أغلقت الكثير من المحطات أبوابها بعد نفاد كميات الوقود لديها، وعدم تزويدها بكميات جديدة، وقال سائقون لـ"المشهد العربي"، إن السوق السوداء عادت بشكل سريع للظهور في شوارع صنعاء.
ونوه إلى وجود كميات كبيرة من المشتقات النفطية التي تصل بشكل يومي إلى ميناء الحديدة, لكن المليشيات تُعرقل ضخ تلك الكميات إلى الأسوق؛ لخلق أزمة وإنعاش السوق السوداء، التي تدر دخلًا كبيرًا لقيادات مليشيا الحوثي.
وكان مسلحون يتبعون قياديًا حوثيًا نافذًا، قد هاجموا، أمس السبت، مبنى محكمة شمال صنعاء، بعد نحو شهر من هجوم مماثل على منزل رئيس المحكمة ذاتها القاضي عبدالله الأسطى.
قالت مصادر قضائية لـ "المشهد العربي" إن مسلحين حوثيين أطلقوا قذيفة (آر بي جي) على مبنى محكمة شمال صنعاء ما أدى إلى سقوط جرحى وأضرار مادية بمبنى المحكمة وسيارات المواطنين.
وأضافت المصادر أن المسلحين يتبعون القيادي الحوثي حمزة الجرادي الذي كان قد هاجم منزل رئيس المحكمة.
وحمزة الجرادي هو صهر القيادي الحوثي فارس الحباري المعين من المليشيا الإرهابية محافظًا لمحافظة ريمة.
وكان نادي القضاء في صنعاء، أعلن إضرابًا شاملًا في المحاكم والنيابات بعد الهجوم على منزل القاضي الأسطى ما اضطر مليشيا الحوثي لتوقيف القيادي الجرادي، غير أن قيادات حوثية نافذة تمارس ضغوطا لإطلاقه.