الحوثي يستبق تصنيفه إرهابيا بتوطيد علاقته بالشرعية

الاثنين 23 نوفمبر 2020 19:14:00
testus -US

أقدمت المليشيات الحوثية على توطيد علاقاتها بعدد من قيادات الشرعية المحسوبين على مليشيات الإصلاح، استباقًا لصدور قرار متوقع من الولايات المتحدة الأميركية بوضعها على لائحة التنظيمات الإرهابية، وذلك بحثا عن تنويع أساليب الضغط التي ستمارسها طهران على المجتمع الدولي.

يحقق التقارب بين الحوثي والشرعية أكثر من هدف بالنسبة لطهران والتي من المتوقع أن تمارس ضغوطاتها للعدول عنه بتنسيق مع قطر وتركيا، والتلويح بإمكانية قلب الأوضاع السياسية في اليمن، من خلال مزيد من الاختراق في صفوف الشرعية والتي ستقدم مزيدا من التنازلات حتى يكون هناك تحالف شمالي تجمعها بالمليشيات الحوثية ضد الجنوب.

وكذلك فإن إيران ومعها قطر تحاولان أن تدفعا الشرعية لمزيد من التباعد عن التحالف العربي والوقوف مباشرة في معسكر محور الشر، وذلك من أجل إحراج دول التحالف التي تسعى جاهدة لإنهاء الحرب الممتدة لأكثر من ست سنوات، كما أن التقارب بين الطرفين يضاعف من التهديدات المتوقعة على حدود المملكة العربية السعودية، وهو أمر تسعى إيران لتحقيقه كورقة واستخدام جرائم المليشيات كورقة ضغط تلوح بها أمام المجتمع الدولي.

سيكون من المتوقع أن تشهد الأيام المقبلة مزيدًا من حضور الشرعية في صنعاء القابعة تحت هيمنة المليشيات غير أن هذا الحضور لن يكون من أجل تحرير المحافظة، لكن الهدف الأساسي هو تحقيق أكبر قدر من الاستفادة المشتركة بين الطرفين عبر المشروعات الاقتصادية المدعومة بعلاقات سياسية متطورة بين الطرفين برعاية قطرية إيرانية.

وهو ما وراء إعادة مليشيا الحوثي بعض شركات الملياردير الإخواني المدعو حميد الأحمر إلى إداراتها السابقة التابعة للأخير بعد مفاوضات طويلة برعاية المخابرات القطرية، وقال المصدر لـ"المشهد العربي" إن مليشيا الحوثي أعادت لحميد الأحمر سلسلة مطاعم كنتاكي في صنعاء، وشركة باسكن روبنز.

وأضاف أنه يجري التفاوض حاليًا على حصة حميد الأحمر في شركة سبأ فون وبنك سبأ الإسلامي، موضحا أن مفاوضات الحوثيين والأحمر التي تجري برعاية قطرية تمتد من إعادة الشركات التي بيد المليشيا إلى مواقف حزب الإصلاح الذراع السياسية لتنظيم الإخوان الإرهابي، بالساحة اليمنية عسكريًا وسياسيًا، وصولًا إلى تصعيد المواقف الإخوانية العدائية ضد التحالف.

وكان موقع "المشهد العربي" قد كشف منذ أشهر عن مفاوضات بين حميد الأحمر المقيم حاليًا في تركيا، ومليشيا الحوثي، وعرض الأحمر ضخ استثمارات كبيرة في مناطق سيطرة الحوثيين ورفد الخزينة الحوثية بضرائب كبيرة مقابل إعادة شركاته.

كما اعترفت مليشيا الحوثي، بوجود علاقة بينها وبين عيسى بن ياقوت السقطري، المحسوب على ما تسمى لجنة اعتصام المهرة بقيادة علي سالم الحريزي، ويؤكد الاعتراف الحوثي، المعلومات التي نشرها "المشهد العربي" مؤخرًا، عن وجود اتصالات بين الطرفين.

وقال القيادي الحوثي مهدي المشاط رئيس ما يسمى المجلس السياسي، في خطاب أمام اجتماع مشترك لأعضاء مجلس النواب والشورى الحوثيين بصنعاء إنه تلقى طلبًا بالمساعدة من قبل عيسى بن ياقوت السقطري.

وخصص الاجتماع الذي نظمته المليشيات في صنعاء، الأحد، لبحث الأوضاع في الجنوب، حسب حديثها، ودعم ما أسمته "المقاومة المسلحة".

وخلال الأيام الماضية قامت بعقد تحضيرات للتصعيد في الجنوب إلى جانب مطالبة شخصيات جنوبية مُقيمة في صنعاء بتكثيف اتصالاتهم مع شخصيات في محافظات الجنوب؛ لتشكيل خلايا تابعة لهم.