تراجع الشرعية في مأرب يشجع الحوثي على التصعيد بالضالع
بعد فترة طويلة من الهدوء عاودت المليشيات الحوثية تصعيدها في جبهة الضالع وذلك بالتزامن مع الحديث عن انسحابات الشرعية في جبهة مأرب والتي أفسحت المجال أمام تقدم العناصر المدعومة من إيران، ما أعطى مزيدا من الراحة للمليشيات التي تسعى للتفرغ من أجل ارتكاب جرائمها الإرهابية في الجنوب.
يبدو واضحا أن التوافق بين الحوثي والشرعية على تسليم الجبهات لم يكن فقط على مستوى مأرب، إذ أن محافظة تعز أيضا تشهد تنسيقا من نوع آخر بين الطرفين بعد أن سهلت الشرعية مهمة الحوثي بشأن شن هجوم على مواقع تتواجد فيها القوات المسلحة الجنوبية بمحاذاة محافظة الضالع، ما يؤكد على أن الأيام المقبلة سوف تكون شاهدة على مزيد من التنسيق والتعاون بين الطرفين.
يرى مراقبون أن تصعيد الحوثي في الضالع لا ينفصل أيضا عن موجة النزوح التي تشهدها محافظة مأرب باتجاه الجنوب والتي ترتب عليها وصول المزيد من العناصر الإرهابية إلى جبهة أبين وهي الأخرى شهدت تصعيدا إرهابيا من قبل مليشيات الإخوان خلال الأيام الماضية، وهو ما يبرهن على أن هناك شبكة مترابطة تنسجها الشرعية بالتعاون مع المليشيات الحوثية لشن عدوان جديد على الجنوب.
لا يفصل العديد من المتابعين بين التصعيد الثنائي على الجنوب وبين التقارب الإيراني القطري الحاصل مؤخرا في ظل وجود سفير إيراني جديد لدى المليشيات الحوثية يتولى عملية التنسيق والتي كان من بوادرها عودة رجال أعمال الشرعية للعمل مجددا عبر تفاهمات أجرتها إيران مع المخابرات القطرية.
وكانت القوات المسلحة الجنوبية، قد حيدت عددًا من عناصر مليشيات الحوثي الإرهابية وأصابت آخرين، خلال محاولة المليشيا الهجوم على موقع الفراشة في قطاع مُقيلان شرق مديرية ماوية بمحافظة تعز المحاذية لمديرية الأزارق بالضالع.
كما أفشلت وحدات القوات الجنوبية، فجر اليوم الاثنين، هجومًا واسعًا للمليشيات المدعومة من إيران، في معركة استمرت ثلاث ساعات، شهدت استخدام مختلف أنواع الأسلحة، وكشفت مصادر ميدانية عن استهداف المدفعية الجنوبية مواقع المليشيا الحوثية في عمق مناطق سيطرتها بمنطقة بَاهِر في ماوية، مؤكدة أنها حققت إصابات دقيقة.
ويأتي هذا التصعيد بعد أسبوع كامل من قصف دبابات مليشيا الحوثي، المناطق السكنية في بلدة بتار الواقعة بين مديريتي قعطبة والحشاء شمال الضالع، من دون أن تجرؤ على استهداف القوات المسلحة الجنوبية بشكل مباشر، وردت القوات المسلحة الجنوبية على تلك الجرائم بقصفها تمركزين لعناصر المليشيات المدعومة من إيران في مفرق بيت الشرجي وتبة راضية غرب المدينة.
ونجحت القوات المسلحة الجنوبية في تضييق الخناق على تحالف الحوثي والشرعية بالجنوب، وذلك بعد أن توالت بطولاتها العسكرية في جبهة الضالع التي ظلت عصية على الاختراق الحوثي حتى الآن، الأمر الذي منع من تمدد التنسيق بين الطرفين داخل المحافظات الجنوبية ويبقى حاضرًا بصورة أكبر في محافظات الشمال الواقعة تحت سيطرة الطرفين.
بحسب العديد من العسكريين فإن بطولات الضالع أفسدت رغبة المليشيات الحوثية في اختراق الجنوب وخلق جبهة قوية عبر خنقه بكماشة الضالع والساحل الغربي، إلا أن الخسائر التي مُنيت بها المليشيات على مدار السنوات الماضية جعلتها تقف على حدود المحافظة من دون أن تتمكن من التقدم فيها.
وكذلك الأمر بالنسبة للشرعية التي حاولت أن تجد حبلًا واصلًا بين عناصرها في شبوة وبين المليشيات الحوثية في الضالع، غير أن بسالة القوات المسلحة الجنوبية أخمدت مخططاتها الخبيثة بل إنها أضحت محاصرة في شبوة لا تستطيع التقدم خطوة واحدة إلى الأمام، بفعل بطولات أبناء الجنوب على حدود محافظة أبين.