صرخات في مخيمات إب.. جربٌ جناه الحوثي على الإنسانية
لم تسفر القبضة الحوثية الغاشمة عن فوضى أمنية ومجتمعية وحسب، لكن الأمر يتضمّن كذلك تردي الأوضاع الصحية بشكل ربما يكون غير مسبوق.
وتفشّت العديد من الأمراض في مختلف المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، بينها محافظة إب التي شهدت تفشيًّا ملحوظًا بالجرب، وذلك في مخيمات اللاجئين.
انتشار هذا المرض يكشف عن مأساوية الأوضاع التي يعيشها المقيمون في المخيمات، في ظل سوء وضع النظافة والظروف المعيشية المزدحمة.
ولمحاربة هذا الوضع المرعب، أعلنت منظمة أطباء بلا حدود أنّها عالجت ألفا و100 مصاب بالجرب في مخيمات النازحين بمدينة إب.
وأوضحت المنظمة الدولية أنّ أربعة فرق تنقلت من منزل إلى منزل لتقديم العلاج وتوزيع الملابس الجديدة وتوعية العائلات بالمعلومات الصحية اللازمة.
الجرب ليس وحده المرض الذي سجّل حضورًا مرعبًا في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فقد عملت المليشيات الموالية لإيران على غرس بذور بيئة صحية شديدة التردي طوال الفترة الماضية.
وبات واضحًا أنّ المليشيات الحوثية لم تكتفِ بالتردي الخدمي في المجال الصحي، لكنّها تفسح المجال أمام تفاقم المأساة، وذلك من خلال ارتكاب العديد من الجرائم والاعتداءات على المستشفيات من أجل إخراجها عن الخدمة وتعطيلها.
بالإضافة إلى ذلك، لا تتوقّف المليشيات الحوثية عن العمل على استهداف الكوادر الطبية وذلك عبر جرائم ابتزاز بشعة، تستهدف تعطيل الخدمات التي يقدمونها للسكان.
كل هذا يكشف عن هول ما يعيشه السكان في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، ويزيد هذا الوضع صعوبة قاتمة في مخيمات اللجوء التي أصبحت مرتعًا لانتشار الأمراض المعدية بين المقيمين فيها.
وفي الأساس، يعود التكدّس في المخيمات إلى هروب أعداد كبيرة من السكان من المناطق التي تستعر فيها جرائم الحوثي على صعيد واسع، والتي يتم ارتكابها بشكل متعمد لتكبيد السكان هذه الكلفة المعيشية الفادحة.