إمدادات السعودية المائية في الحديدة.. خزانات الخير التي تعيد صناعة الحياة
في إطار تعاملها الإغاثي مع الأزمة اليمنية المستعرة، فإنّ المملكة العربية السعودية تولي كثيرًا من الاهتمام فيما يتعلق بالعمل على مواجهة أزمة نقص المياه في اليمن.
وضمن هذه الجهود، ضخَّ مركز الملك سلمان للإغاثة، 776 ألف لتر مياه إلى سكان مديرية الخوخة بمحافظة الحديدة خلال الفترة من 5 حتى 11 نوفمبر الجاري.
وقدمت فرق المركز الإغاثي السعودي, 363 ألف لتر مياه صحية للخزانات، و413 ألف لتر مياه لاستخدام الخزانات.
تُضاف هذه الجهود إلى سلسلة كبيرة من الأعمال الإغاثية التي بذلتها المملكة العربية السعودية في إطار تعاملها مع الأزمة الإنسانية الناجمة عن الحرب التي أشعلتها المليشيات الحوثية منذ صيف 2014، وهي أزمة مُصنّفة بأنّها الأشد بشاعة على مستوى العالم.
ويعاني اليمن من أزمة نقص حادة في المياه، وتقول تقارير صادرة عن الأمم المتحدة إنّ الندرة الشديدة في المياه وعلى مدى عقود، شكّلت إحدى أخطر تحديات التنمية في اليمن، وأنّ القيود التي يتم فرضها على واردات الوقود تساهم بشكل مباشر في زيادة النقص في الوقود والارتفاع الحاد في الأسعار، ما أعاق وبشدّة الحصول على المياه النظيفة والخدمات الحيوية الأخرى، بما فيها الرعاية الصحية والصرف الصحي.
بشكل مباشر، فقد أجادت المليشيات الحوثية صناعة أزمات حياتية شديدة البشاعة، يتمثّل أحد أوجهها فيما يتعلق بنقص المياه.
ومن بين أكثر المناطق التي تضرّرت من جرّاء هذه الأزمة، هي صنعاء وتعز وإب والمحويت وحجة، وازدادت حدة الأزمة مع جفاف آبار الشرب وتوقف المضخات بسبب نقص الوقود اللازم لتشغيلها.
وعلى وجه التحديد، يضطر سكان الأرياف إلى قطع مسافات طويلة بحثا عنها، فيما يدفع سكان المدن مبالغ مالية كبيرة نظير شراء صهاريج المياه.
نقص المياه في اليمن مرتبط أيضًا بتردي الوضع الصحي بشكل كبير للغاية، فسبق أن كشفت تقارير أممية أنّ أكثر من ربع الحالات التي يُشتبه في إصابتها بالإسهال المائي الحاد والكوليرا والبالغة حوالي مليون حالة، هم من الأطفال ما دون الخامسة من العمر، وأكثر من 385,000 طفل يعانون من سوء التغذية الحاد ويصارعون من أجل البقاء، علمًا بأنّ أحد أهم أسباب سوء التغذية هو صعوبة الحصول على المياه الصالحة للشرب.