إطالة الحرب الحوثية.. خبثٌ يدر على المليشيات مكاسب
في الوقت الذي تبذل فيه الأمم المتحدة جهودًا مضنية في سبيل التوصّل إلى حل سياسي، فإنّ المليشيات الحوثية لا تفوِّت يومًا من دون أن تبرهن على مساعيها الخبيثة لإطالة أمد الحرب.
ففي الساعات الماضية، أعلنت القوات المشتركة رصد 116 خرقًا لمليشيا الحوثي المدعومة من إيران، للهدنة الأممية في الحديدة.
وقالت "المشتركة" إنَّ المليشيات الحوثية ارتكبت الخروقات في مديريات التحيتا وحيس والدريهمي والجبلية ومدينة الحديدة.
وأضافت أن الخروقات شملت عمليات قصف للمناطق السكنية بقذائف متنوعة وأسلحة رشاشة، وأوضحت أن بين الخروقات إطلاق طائرات بدون طيار للتحليق بسماء حيس والجبلية والتحيتا.
مثل هذه الخروقات لا تثير أي استغراب، فالمليشيات الحوثية دأبت على مدار الفترة الماضية على ارتكاب صنوف عديدة من الخروقات العسكرية بغية إطالة أمد الحرب وإفشال أي جهود نحو إحداث حلحلة سياسية.
الخروقات الحوثية المتواصلة تبعث برسائل من قِبل هذه المليشيات المارقة بأنّها لن تجنح نحو السلام، وأنّ رغبتها ستظل قائمة على إطالة أمد الحرب حتى أطول فترة ممكنة.
مساعي الحوثيين لإطالة أمد الحرب تعود بشكل مباشر إلى المكتسبات التي تعود على المليشيات من جرّاء إطالة أمد الحرب، وفي مقدمة هذه المكاسب تحقيق ثروات طائلة.
وتسعى المليشيات لاستمرار الحرب لاستغلال الوضع العبثي وذلك من أجل التوسع في ارتكاب جرائم الفساد المُنظم في مختلف القطاعات والمفاصل الحيوية، بما فيها المؤسسات والهيئات والصناديق ذات الإيرادات المالية.
ولعل ما يبرهن على ذلك أنّ قيادات الحوثيين تمكّنوا من تحقيق ثروات ضخمة في وقتٍ يعاني فيه السكان من أزمة إنسانية قاتمة وتفشٍ مرعب للفقر.
المليشيات وهي تكوّن المزيد من الثروات، لم يكن بإمكانها أن تحقّق ذلك من دون أن يكون هناك مشهد عبثي، يقوم على استمرار الحرب وإطالة أمدها بشكل كبير للغاية.