التمدد التركي ومؤامرة الشرعية على التحالف
رأي المشهد العربي
تُصر الشرعية على توجيه الطعنات الغادرة للتحالف العربي، بالنظر لما تمارسه الحكومة المخترقة إخوانيًّا من تآمر مفضوح مع النظام التركي، يُفسح المجال ويمنح الفرصة لأنقرة نحو مزيدٍ من التمدّد في الملف اليمني.
إخوان اليمن يبدو أنّهم قد استهواهم ما جرى في الملف الليبي، ويحاولون استنساخ التجربة من جديد، وذلك من خلال محاولة استقطاب التدخل التركي بشكل متصاعد على نحو يحقّق أهداف هذا المحور الإرهابي بشكل كبير.
ما تفعله الشرعية من تواطؤ خبيث في هذا الإطار ينم عن موجة عداء موجهة ضد التحالف العربي، وفي الأساس لم تكن الحكومة المخترقة إخوانيًّا جزءًا من المشروع القومي العربي، لكنّها توارت خلف عباءة الحرب على المليشيات الحوثية لتحقيق أكبر قدر من المكاسب.
أنقرة لها مساع خبيثة تقوم على التمدّد العسكري على الأرض، فضلًا عن العمل على تحقيق مكاسب اقتصادية، تعبيرًا عن توجه غير مستغرب على النظام التركي الذي يبحث عن مصالحه ومكاسبه عبر التربح على أكتاف ثروات الدول ومقدراتها.
التحالف العربي مطالب بالانتباه جيدًا لما يجري على الأرض، فالتمدّد التركي في اليمن يأتي من وراء مظلات إنسانية عبر الادعاء بممارسة العمل الإغاثي، لكنّ واقع الحال يقول غير ذلك فأنقرة تأخذ هذا الجانب غطاءً لتمرير تمدّدها في اليمن.
التمدّد التركي في اليمن يحمل أضرارًا مباشرة على الإقليم برمته، لا سيّما أنّه يُعزّز من قوة المشروع الإيراني القائم على توغل النفوذ الحوثي على الأرض، بما يُشكّل استهدافًا مباشرًا للمملكة العربية السعودية بالنظر إلى الهجمات والاعتداءات الغادرة التي تشنها المليشيات.
في الوقت نفسه، فإنّ التوغل والتمدّد التركي يمثّل تهديدًا مباشرًا ضد الجنوب، لا سيّما أنّ أنقرة تحاول الانقضاض على ثروات الجنوب عبر تآمر خبيث مع إخوان الشرعية، وهو ما يفرض على الجنوب أيضًا ضرورة الاستعداد لموجة عدائية قد تتفاقم بقوة في الفترة المقبلة.