الإغاثات الصحية في اليمن.. جهودٌ لنزع فتيل الوجع
جهودٌ ضخمة تبذل على الصعيدين الإقليمي والدولي في سبيل التغلب على براثن الأزمة الصحية الفادحة التي خلّفتها الحرب العبثية الحوثية.
ففي هذا الإطار، تلقَّى آلاف المرضى في مديرية الخوخة بمحافظة الحديدة، خلال الفترة من 5 حتى 11 نوفمبر الجاري، علاجات مجانية في عيادات مركز الملك سلمان للإغاثة.
واستقبل قسم الرعاية التكاملية ألفين و542 مستفيدًا، وعيادة الصحة الإنجابية 368 شخصًا، وعيادة التغذية العلاجية 388 شخصًا، وعيادة الجراحة والتضميد 406 أفراد، وعيادة الولادة 36 حالة.
بالإضافة إلى ذلك، راجع قسم الإحالة الطبية سبعة مستفيدين، وقسم التوعية والتثقيف ألف و89 شخصًا، وقسم المصابين بالأوبئة 840 فردًا.
كما فحصت مختبرات العيادات ثلاثة آلاف و388 مريضًا، كما تلقى ثلاثة آلاف و216 مريضًا علاجات مجانية.
إغاثيًّا أيضًا، بادرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بتدبير احتياجات مستشفى الثورة في تعز من المياه، خلال الأسبوعين الماضيين.
وقالت اللجنة الدولية، في بيان، إنّها قدمت 40 ألف لتر من المياه لمدة 15 يومًا في المستشفى، و10 آلاف لتر من المياه لمدة ثلاثة أشهر في سجن تعز المركزي، لتغطية العجز في المياه.
وأوضحت اللجنة أنَّ الملايين في اليمن لا يستطيعون الحصول على المياه النظيفة، مؤكدة أنها معاناة كبيرة في ظل جائحة كورونا.
في سياق متصل، أعلن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي تشغيل 17 مستشفى ومنشأة طبية في تعز بالطاقة الشمسية، لضمان وصول افضل إلى خدمات الرعاية الصحية.
وقال البرنامج في تغريدة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، إنّ الدعم يساعد على تعزيز الخدمات وتوفير اللقاحات الحيوية، مشيرا إلى تمويل المشروع من الاتحاد الأوروبي.
كل هذا الدعم الإغاثي يصبو إلى محاولة مواجهة الأزمة الصحية التي نجمت بشكل مباشر عن الحرب العبثية التي أشعلتها المليشيات الحوثية الموالية لإيران.
وطوال الفترة الماضية، تفشّت في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين العديد من الأوبئة القاتلة ضمن أزمة صحية تُدرج ضمن أكثر أزمات العالم بشاعة.
ومارست المليشيات الحوثية ترديًّا فظيعًا في تقديم الخدمات الطبية، ومارست اعتداءات غاشمة ضد العاملين في هذا القطاع، فضلًا عن شن اعتداءات على المستشفيات من أجل إخراجها عن الخدمة وتعطيلها.
الاستهداف الحوثي ضد القطاع الطبي لم تتوقّف على ذلك، بل عملت المليشيات أيضًا على استهداف الكوادر الطبية عبر جرائم ابتزاز بشعة، سعت إلى تعطيل الخدمات التي يقدمونها للسكان.
فمؤخرًا، قررت وزارة الصحة في حكومة المليشيات غير المعترف بها، إغلاق نحو 110 منشآت طبية خاصة في صنعاء، منها 86 منشأة بشكل كلي، و24 بشكل جزئي، وسحب تراخيص العشرات من المراكز الصحية لابتزاز مالكيها ماليًا.
كل هذه الجرائم الحوثية أحدثت ترديًّا في الوضع الصحي وصنعت أزمة لا تُطاق على الإطلاق، ومن هذا المنطلق يظل التعويل على تكثيف العمل الإغاثي من قِبل المنظمات المعنية على مختلف الأصعدة.
في الوقت نفسه، فإنّ المجتمع الدولي مطالبٌ في الوقت نفسه بالعمل على اتخاذ إجراءات تردع إرهاب الحوثيين ضد القطاع الصحي بشكل عاجل، عملًا على إنقاذ السكان من براثن هذا الوضع المرعب.