اجتماع الحوثي النادر.. هل يخمد لهيب صراعات المليشيات؟
فيما بلغت صراعات الأجنحة الحوثية حدًا متصاعدًا للغاية في الفترة الماضية، فإنّ زعيم المليشيات تدخل بشكل عاجل من أجل احتواء هذه الأزمة المتصاعدة.
ففي هذا الإطار، تدخَّل زعيم المليشيات عبدالملك الحوثي، لمواجهة الانقسام الحاد بين أقطاب المليشيات بعد تصاعد الخلافات واتهامات الفساد المتبادلة.
الحوثي عقد اليوم الجمعة، اجتماعًا افتراضيًّا نادرًا عبر الفيديوكونفرانس، برئيس وأعضاء حكومته غير المعترف بها، في محاولة للحد من تنازع النفوذ، واتهامات متبادلة بالفساد بين مراكز القوى في المليشيا المتحالفة مع إيران.
"المشهد العربي" علم من مصدر مطلع أنّ الحوثي طلب الاجتماع برئيس وأعضاء حكومة المليشيات الإرهابية، بعد شكوى رفعها رئيس الحكومة عبدالعزيز بن حبتور إلى زعيم المليشيات عطفًا على شكوى وزير المياه والبيئة نبيل الوزير الذي أوقف عن عمله بقرار من هيئة مكافحة الفساد الحوثية.
بدوره، قدّم وزير المياه الحوثي شكوى إلى بن حبتور والذي بدوره أيد مضمون شكوى الوزير، ورفعها إلى زعيم المليشيات، وجاء فيها قرار بإيقاف وزير المياه والبيئة بسبب خلافات شخصية مع القيادي الحوثي أحمد حامد المعين من المليشيا كمدير لمكتب رئاسة الجمهورية بصنعاء.
ونصّت الشكوى على أن قرار هيئة مكافحة الفساد غير دستوري، وأن قرار إيقاف الوزير والتحقيق معه يحتاج إلى إجراءات قانونية تنص على طلب ذلك من مجلس النواب والذي يخضع الطلب للتصويت، غير أن هيئة مكافحة الفساد الحوثية قررت إيقاف الوزير بموجب توجيهات من القيادي أحمد حامد وليس بموجب تحقيقات فساد.
ما يجري على الأرض يُعبِّر عن تفاقم صراعات الأجنحة الحوثية بشكل أخرج الأمور عن السيطرة إلى حد بعيد، وهو ما شكّل خطرًا مباشرًا أنذر بسقوط المليشيات.
ويعاني الحوثيون من أزمة صراعات أجنحة تفشت في معسكرها بشكل ضخم للغاية، في ظل تسابق نحو نهب الأموال وتحقيق أكبر قدر من المصالح.
هذه الصراعات الحوثية لم تقتصر على ذلك، لكنّها بلغت حد التصفية، والحديث هنا تحديدًا عن وزير الشباب في حكومة الحوثيين حسن زيد، والذي اغتيل قبل أيام، ودارت شكوكٌ قوية حول صراعات أجنحة وراء هذه الجريمة.
وفي هذه الواقعة على وجه التحديد، حاولت المليشيات إخماد لهيب هذه الأزمة من خلال إعلانها تصفية من قالت إنّهم ارتكبوا العملية.
وحاولت المليشيات توجيه دفة الأمور نحو التصوير بأنّ الاغتيال جاء بتنفيذ من تعتبرهم عناصر خارجة عن القانون، لكنّ مصادر سياسية تحدّثت عن أنّ عبد الملك الحوثي هو من وجّه باغتيال حسن زيد، ضمن صراعات الأجنحة الحوثية، وهو ما فضح حجم تصاعد الأزمات في هذا المعسكر.
تفاقم صراعات الأجنحة الحوثية يبشِّر على ما يبدو بتهاوي المليشيات، التي تخطّى إرهابها كل الخطوط الحمر، لا سيّما أنّ هذه الخلافات تندلع في ظل التصارع على نهب الأموال وكسب النفوذ.