قبل أن نرى ليبيا جديدة في الجنوب
رأي المشهد العربي
تشير كافة التطورات السياسية والعسكرية الراهنة إلى أنّ الشرعية تصر على إكمال مسارها العبثي الذي يتضمّن عدوانًا خبيثًا ومفضوحًا ضد الجنوب، ويحمل عداءً كبيرًا ضد التحالف العربي أيضًا.
وفي الوقت الذي استعر فيه الإرهاب الإخواني ضد الجنوب في الفترة الأخيرة، فإنّ هذا العدوان المسعور يندرج في إطار مخطط تنفّذه الشرعية بتعليمات تركية وقطرية بشكل مباشر.
الشرعية تمثّل ذراعًا في قبضة أنقرة والدوحة، وهناك العديد من الأدلة التي فضحت أنها تتلقّى تعليمات مباشرة من النظام التركي الذي يسعى إلى إحداث اختراق في ملف الأزمة اليمنية ويسعى لتحقيق تمدّد على الأرض.
مساعي التوغل التركي يقوم في المقام الأول على تمدّد المليشيات الإخوانية ضد الجنوب بغية احتلال أراضيه ونهب ثرواته ومصادرة مقدراته، وهذا المخطط المصنوع تركيًّا تموّله دولة قطر التي تقدم مساعدات مالية باهظة تمكّن مليشيا الإخوان من استقدام المزيد من العناصر الإرهابية ضد الجنوب.
المخطط التركي القطري يرمي إلى محاولة استنساخ النموذج الليبي في الجنوب، وذلك من خلال التوسّع في نشر عناصر إرهابية تخدم المصالح الإخوانية القطرية التركية، في محاولة من هذا المحور الشرير أن يكون له موطئ قدم في الجنوب.
وفيما لا يتحمّل الجنوب أن يرى السيناريو الليبي، المنفلت أمنيًّا والمتردي معيشيًّا على صعيد واسع، فإنّ المرحلة المقبلة تستلزم جهودًا ضخمة للغاية فيما يتعلق بالعمل على كسر شوكة إرهاب الإخوان الذي تفاقم كثيرًا في الفترة الماضية.
كسر المخطط القطري التركي الإخواني يتوقّف على تمكّن القوات المسلحة الجنوبية من دحر هذه المليشيات، وهذا الأمر يستلزم تقديم المزيد من الدعم لأبطال الجنوب المرابطين على الجبهات استنادًا لما يقدمونه من بطولات عظيمة تستأصل هذا العدو الغادر.
التحالف العربي أيضًا تقع على كاهله مهمة التصدي لهذه المؤامرة الشريرة، وهذا الأمر يستلزم تطهير الشرعية بشكل فوري وعاجل من النفوذ الإخواني المهيمن عليها، وذلك لأنّ بقاء نفوذ حزب الإصلاح على هذا النحو، وبالأخص عسكريًّا، سيظل "الجسر" الذي ينزل منه الأتراك بإرهابهم الآثم على هذا الإقليم المتوتر بشكل كبير.