الدعوات الدولية.. هل تنقذ اتفاق الرياض من عبث الشرعية؟
في ظل إصرار الشرعية على إفشال اتفاق الرياض، فإنّ ضغوطًا تمارس ودعوات توجّه من أجل الدفع قدمًا نحو تطبيق بنود هذا المسار الحيوي.
الحديث عن دعوة أمريكية تجدّدت خلال الساعات الماضية، وذلك خلال زيارة السفير الأمريكي لدى اليمن كريستوفر هينزل، لمحافظة المهرة.
السفير الأمريكي طالب بتنفيذ اتفاق الرياض على وجه السرعة، استنادًا إلى الأهمية الاستراتيجية لهذا المسار الحيوي الذي يُحقّق استقرارًا سياسيًّا وعسكريًّا.
اتفاق الرياض وُقع في العاصمة السعودية في نوفمبر من العام الماضي، بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية، والهدف منه ضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية.
وعلى مدار الـ13 شهرًا الماضية، كان المشهد ثابتًا في جبهات الجنوب، إذ دأبت المليشيات الإخوانية الإرهابية على إشهار ورقة التصعيد العسكري ضد الجنوب وذلك من أجل إفشال هذا الاتفاق.
وبات واضحًا أنّ الشرعية وهي مخترقة إخوانيًّا، تسعى لإفشال اتفاق الرياض من أجل المحافظة على النفوذ الإخواني ليكون مهيمنًا على حكومة الشرعية وبالتالي يمارس مزيدً من الانحراف في بوصلة محاربة الحوثيين.
في مقابل الخروقات الإخوانية المتواصلة، فإنّ الجنوب أبدى التزامًا كاملًا ببنود الاتفاق على الصعيدين السياسي والعسكري، وحرص طوال الفترة الماضية على إفساح المجال أمام إنجاح هذا المسار.
التزام الجنوب بمسار اتفاق الرياض راجع إلى القناعة الكاملة بأهميته فيما يتعلق بالعمل على ضبط بوصلة الحرب على الحوثيين، لا سيّما أنّ القضاء على المليشيات الموالية لإيران هو هدف استراتيجي للجنوب نظرًا لما يتعرض لها من تهديدات من هذه المليشيات المارقة.
في الوقت نفسه، فإنّ الجنوب يظل منخرطًا في المشروع القومي العربي الذي يعمل على محاربة التمدّد الحوثي الإيراني الذي يحمل أهدافًا شديدة الخبث.
ومع إصرار الشرعية على المواصلة في خرق بنود اتفاق الرياض، فإنّ المرحلة المقبلة تستدعي مزيدًا من الضغوط على الحكومة المخترقة إخوانيًّا من أجل إلزامها باحترام هذا المسار ذي الأهمية الاستراتيجية.
في المقابل، فإنّ إفساح المجال أمام الشرعية لتتمادى في خرق بنود الاتفاق أكثر من ذلك، يمثل خطرًا كبيرًا، لأنّ الشرعية تسير في ذلك وفقًا لتعليمات قطرية وتركية خبيثة، تحمل مخاطر جمة على التحالف العربي وعمله على محاربة تمدّد هذا النفوذ الخبيث.