التعاطي الأممي مع مجزرة الدريهمي.. قلقٌ لن يردع الإرهاب الحوثي

الثلاثاء 1 ديسمبر 2020 14:19:45
testus -US

كما كان متوقعًا، لم يكن التعاطي الأممي مع المجزرة التي ارتكبها الحوثيون في محافظة الحديدة على قدر الحدث، لكن الأمر تضمّن إدانة على مضض،ربما تُفسح المجال أمام المليشيات لارتكاب مزيد من الجرائم.

البداية كانت مع استشهاد خمسة أطفال وثلاث سيدات وإصابة ثلاثة أطفال وثلاث سيدات بجروح في مجزرة شنّتها المليشيات الحوثية المدعومة من إيران في قرية الغزة بالدريهمي.

الجريمة الحوثية التي كبّدت كلفة غاشمة بين المدنيين، استدعت قلقًا وإدانة من قِبل الأمم المتحدة، فمن جانب أعرب رئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة "أونمها" الجنرال أبهيجيت جوها عن قلقه مما وصفه بأنه زيادة محزنة في عدد الضحايا المدنيين في المحافظة.

جوها قال إنّ اعتداءات مليشيا الحوثي على المدنيين أنها ناجمة عن عدد من الحوادث الخطيرة التي أضرت بالنساء والأطفال.

ودعا المسؤول الأممي، الأطراف إلى ضبط النفس للحد من تفاقم المعاناة الإنسانية الواسعة في المحافظة، مشددا على العمل وفق الآليات المشتركة لتحقيق وقف إطلاق النار.

إدانة أممية أخرى صدرت عن منسق الشؤون الإنسانية في اليمن بالنيابة، ألطاف موساني، الذي قال إنّ هذا العمل العدواني غير مبرر، وأنه عدوان غير مقبول.

وقال موساني، عن المجزرة الحوثية: "هذا اعتداء مروع وخرق واضح للقانون الإنساني الدولي.. الملايين من المدنيين عانوا لما يقرب من ست سنوات نتيجة لهذا الصراع".

التعاطي الأممي مع المجزرة الحوثية لم يكن أبدًا على قدر الحدث، فإصدار بيانات إدانة أو إعراب عن قلق أمرٌ لم يعد مجديًّا على الإطلاق.

ودأبت الأمم المتحدة إلى إصدار مثل هذه التعليقات على الجرائم المسعورة التي ترتكبها المليشيات الحوثية، وهي سياسة نُظر إليها على أنّها رخوة للغاية، وأفسحت المجال أمام المليشيات لتتمادى في إرهابها الغاشم.

المليشيات الحوثية ارتكبت العديد من الجرائم الوحشية والاعتداءات الغادرة على المدنيين، وهو ما كبّدهم كلفة باهظة للغاية، وقد تفاقمت بشدة في الفترة الماضية.

ولم يعد مطلوبًا من الأمم المتحدة أن تصدر بيانات إدانة أو تعرب عن قلقها إزاء الجرائم التي يرتكبها الحوثيون، لكنّ مواجهة هذا الإرهاب الفتاك والمسعور تستلزم اتخاذ إجراءات فاعلة تُشكّل ضغطًا حقيقيًّا ضد هذا الفصيل الإرهابي.

وتملك الأمم المتحدة العديد من الأسلحة التي يمكن إشهارها في وجه هذه الاعتداءات الحوثية، بينها فرض عقوبات على قيادات المليشيات ومحاكمتهم والحيلولة دون وصول الدعم الإيراني المسلح الذي يمثّل سببًا رئيسيًّا في تفاقم الإرهاب الحوثي.

حتمية لعب هذا الدور من قِبل المجتمع الدولي يعود لما خلّفته الحرب الحوثية من كلفة إنسانية شديدة الفداحة، سواء في الاعتداءات الوحشية التي أسالت الكثير من الدماء، أو الأزمات المعيشية الضخمة وأطنان المعاناة التي حوصر بينها ملايين السكان.