خطايا الشرعية.. عبثٌ عقَّد المأساة اليمنية

الأربعاء 9 ديسمبر 2020 23:46:00
testus -US

فيما تتحمّل المليشيات الحوثية مسؤولية التعقيد الراهن في المشهد السياسي والوضع الإنساني، فإنّ حكومة الشرعية تتحمّل هي الأخرى جانبًا رئيسيًّا من المسؤولية عن هذا الوضع المروّع.

وكثيرًا ما توجّه اتهامات لحكومة الشرعية حول تسبّبها في انهيار الوضع الاقتصادي وتراجع أسعار الريال بشكل مرعب، بينها ما صدر عن صحيفة العرب اللندنية التي قالت إن الحكومة المخترقة إخوانيًّا تشهد حالة ازدواج وتشتتًا في السياسات والقرارات الصادرة عنها.

الصحيفة قالت إنّ حكومة الرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي، شبه غائبة عن الواقع المعيشي اليومي للسكان في مناطق سيطرتها، وأشارت إلى أنّها تحاول جلب المزيد من المساعدات الخارجية، في ظل صعوبات متزايدة بالحصول على التمويلات الضرورية لذلك نظرًا لعزوف المانحين.

حكومة الشرعية تتبع سياسة شديدة الخبث تسبّبت - إلى جانب ما اقترفه الحوثيون من جرائم عديدة - في تأزيم المشهد السياسي برمته، فضلًا عن تسبّبه في تعقيدات للوضع الإنساني بشكل مرعب.

وارتكبت حكومة الشرعية العديد من الأخطاء الاقتصادية التي ساهمت بشكل مباشر في تأزيم الوضع الإنساني بشكل كبير للغاية، على نحوٍ كبّد السكان كلفة باهظة للغاية.

لا يقتصر الأمر على ذلك، فطوال الفترة الماضية برهنت حكومة الشرعية على أنّ الحرب على المليشيات الحوثية لا تشغلها بأي حال من الأحوال، وأن الشغل الشاغل لهذه الحكومة الخاضعة لهيمنة حزب الإصلاح هو تحقيق أكبر قدر من المكاسب المالية والعسكرية.

خبث نوايا الشرعية تجلّى كثيرًا فيما ارتكبته هذه الحكومة من خروقات متواصلة ارتكبتها المليشيات الإخوانية الإرهابية التابعة لهذه الحكومة على مدار الوقت ضد اتفاق الرياض، الموقّع في نوفمبر من العام الماضي، ويهدف إلى ضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية.

وبدلًا من أن تهتم الشرعية بالعمل على استعادة أراضيها من قبضة الحوثيين، إلا أنّها أشهرت سلاح معاداة الجنوب وعملت على محاولة احتلال أراضيه على مدار الوقت.

خطايا الشرعية يمكن القول إنّها عرقلت حسم التحالف العربي للحرب على المليشيات الحوثية، بعدما أقدم حزب الإصلاح على الانخراط في تقارب مروّع مع الحوثيين الموالين لإيران.

ضبط هذا المشهد "المشوّه" يستلزم بشكل ضروري وحاسم العمل على استئصال النفوذ الإخواني من معسكر الشرعية، وهو أمر يحمل أهمية قصوى من أجل ضبط الكثير من الأمور المشوَّهة في معسكر الشرعية، والتخلص من الخطايا التي ارتكبها هذا الفصيل.

الإجرام الذي مارسته الشرعية في هذا الإطار يمكن القول إنّه لعب دورًا مباشرًا في تعقيد الوضع الإنساني الذي يشهد ترديًّا ربما يكون غير مسبوق.

وتوثّق العديد من التقارير حجم الأزمة الإنسانية، أحدثها ما صدر من تحذير أطلقته هنريتا فور المديرة التنفيذية لمنظمة يونيسف التابعة للأمم المتحدة، قبل أيام، من أنّ حياة ملايين الأطفال في خطر مع تقدم اليمن ببطء نحو ما يحتمل أن يكون أسوأ مجاعة منذ عقود، وأن الخطر على حياة الأطفال هو أعلى من أي وقت مضى، وأن علامات التحذير كانت واضحة لفترة طويلة جدا.

وهناك أكثر من 12 مليون طفل يمني بحاجة إلى المساعدة الإنسانية، وأن معدلات سوء التغذية الحاد لدى الأطفال وصلت إلى مستويات قياسية في بعض أجزاء البلاد مسجلة زيادة بنسبة 10% هذا العام فقط، وأن ما يقرب من 325 ألف طفل دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد الشديد ويكافحون من أجل البقاء على قيد الحياة في الوقت الذي يواجه أكثر من خمسة ملايين طفل خطر الإصابة بالكوليرا والإسهال المائي الحاد.