صحيفة دولية : لعبة تقاسم أدوار وراء حملة وزراء من حكومة هادي ضد التحالف العربي
قالت مصادر مقربة من الرئاسة اليمنية إن محاولات تشكيل حكومة كفاءات مصغرة جديدة مازالت تصطدم برفض وزراء وأحزاب في معسكر الشرعية ترى أن مثل هذه الخطوة ستحدّ من نفوذها وستلحق الضرر بمصالحها الشخصية والحزبية، رغم أن تشكيل تلك الحكومة أصبح ضرورة ملحّة لتخليص العمل الحكومي من الترهّل والعجز عن الفعل على أرض الواقع.
وأعلن عبدالعزيز جباري وزير الخدمة المدنية استقالته من الحكومة ليظهر بعدها في لقاء تلفزيوني مهاجما التحالف العربي.
وتكرّر الأمر مع الوزير دون حقيبة صلاح الصيادي الذي أعلن استقالته كذلك من الحكومة اليمنية، بعد أيام من تصريحات مثيرة للجدل بشأن وضعية الرئيس عبدربه منصور هادي خلال إقامته في الرياض.
وقالت المصادر ذاتها إنّ جهات مستفيدة من وجود هادي على رأس السلطة ومرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين، ومن ثم بقطر، بذلت جهودا كبيرة لفصله عن التحالف للاستفراد به وسدّ الطريق على أي تغييرات قد يجريها ولا تصبّ في مصلحة الجماعة التي تمكّنت إلى حدّ الآن من الحصول على نصيب في السلطة وتحقيق مكاسب سياسية ومالية من وراء ذلك.
وهاجم مصدر قريب مع حكومة هادي مواقف أطراف في الحكومة ذاتها تجاه التحالف العربي، واصفا إياها بـ”ناكرة الجميل”. وشمل بنقده الرئيس ذاته. وقال طالبا عدم ذكر اسمه “إنّ هادي إمّا ضعيف وغير قادر على السيطرة على وزرائه، وإمّا متواطئ معهم وواقع مثلهم تحت تأثير جماعة الإخوان”.
وبدا خلال الفترة الأخيرة مستغربا أن تصدر مواقف من داخل حكومة هادي بهذه الحدّة تجاه التحالف العربي، ما جعل البعض يتحدّث عن تقاسم أدوار بين أركان في الحكومة نفسها. وقد يكون أوكل لبعض الأطراف دور شنّ حملة انتقادات للتحالف وتشكيك في جهوده ونواياه.
وأشار الباحث السياسي اليمني وليد الإبارة في تصريح لـ”العرب” إلى أنّه، وبعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها العاصمة المؤقتة عدن وعودة الحكومة للرياض ووصول المبعوث الأممي الجديد إلى عمّان ومن ثم إلى الرياض، قرر بعض الوزراء القفز للأمام في محاولة يائسة للهروب من الفشل والمحاسبة.
ولفت الإبارة إلى أن الاستقالات تحولت إلى مثار للسخرية والتندّر في الشارع اليمني، حيث أنها أتت عقب جملة من الإخفاقات التي رافقت عمل الحكومة طوال الفترة الماضية مثل الفشل في دفع رواتب موظفي الخدمة المدنية، والحد من السطو على الوظيفة العامة، وإعادة هيكلة المرتبات ومنع تحويل العملة الصعبة من العاصمة المؤقتة إلى مقر إقامة الوزراء والوكلاء.
ورجّح المحلل السياسي السعودي علي عريشي وجود بصمات قطرية تقف خلف موجة العداء للتحالف العربي التي بدأت تتصاعد من داخل الحكومة اليمنية.
وقال عريشي في تصريح لـ”العرب”، “يبدو أن العلاقة بين الشرعية والتحالف قد تأثرت فعليا بالتدخلات الخارجية القطرية المباشرة هذه المرة والتي تسعى لإحداث شرخ داخل تحالف دعم الشرعية منذ طرد قطر منه على خلفية تواطئها مع الحوثيين وداعمتهم إيران”. وما يؤكد ذلك بحسب عريشي “هو ظهور حالة التأزم بين الشرعية والتحالف بعد هيمنة حزب الإصلاح على سلطة القرار في الحكومة الشرعية اليمنية”.