النازحون في اليمن.. مخيمات تلفظ الحياة
معاناة مروّعة للغاية تلك التي تعيشها أعداد كبيرة من النازحين في اليمن، أولئك الذين حاصرتهم الحرب الراهنة بين أطنان كبيرة من المعاناة.
فعلى نحوٍ مرعب، كشف ممثل مفوضية اللاجئين في اليمن جون نيكولاس، عن تواجد نصف النازحين في مناطق انعدام الأمن الغذائي.
وقال ممثل المفوضية في تغريدة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، إنّ عدد النازحين في اليمن ارتفع إلى أربعة ملايين شخص.
هذا الإعلان الأممي يوثّق هول أزمة النزوح في اليمن التي تفاقمت كثيرًا في الفترة الماضية، بسبب الجرائم الغادرة التي ارتكبتها المليشيات الحوثية وهي تشعل حربًا عبثية طال أمدها أكثر مما يُطاق.
ويمكن القول إنّه في مقدمة الاعتداءات التي ارتكبتها المليشيات التي فاقمت موجات النزوح، هي شن هجمات غادرة على المنازل والأحياء السكنية، والتي يحوّلها الحوثيون إلى مبانٍ عسكرية، وهو ما يضطر السكان للنزوح.
كما أنّ غالبية النازحين يتوزعون على 521 موقعًا، ضمن مخطط تنفذه مليشيا الحوثي، من خلال القصف والاعتداء على مختلف المناطق الآهلة بالسكان.
ويُجمِع محللون بأنّ تصاعد موجات النزوح يضاعف الأعباء الإنسانية بشكل مروّع للغاية، ولعل ما يفاقم ذلك هو الانهيار بشكل كامل سواء في المنظومة الصحية أو الخدمية.
تفاقم أزمة النزوح أمرٌ يؤدي بشكل مباشر إلى تصاعد الأزمة الإنسانية على نحو مرعب، استنادًا إلى أنّ هؤلاء البشر يقيمون في مناطق غير آدمية تفتقد أدنى معايير الحياة.
ولا شك أنّ تكدّس النازحين في المخيمات أمرٌ ينذر بتفشي العديد من الأوبئة، في زمن يعتبر الكوكب بأكمله محتلًا من "فيروس كورونا".
كما أنّه لن يكون بمقدور أي منظمة أممية احتواء أزمة الجوع الفتاكة التي تضرب المخيمات على نحوٍ ربما يكون غير مسبوق، ويفسِح المجال أمام تفاقم الأزمة الإنسانية.