اتفاق الرياض وضمانات التحالف.. ضغوطٌ تخدم قضية الجنوب
يبدو أنّ التحالف العربي مُصر على إنجاح اتفاق الرياض، وذلك بعد إعلانه استيفاء الترتيبات النهائية من أجل تشكيل حكومة مناصفة.
البداية كانت مع إعلان التحالف أمس الخميس، استيفاء الترتيبات اللازمة لتنفيذ آلية تسريع اتفاق الرياض، وتوافق المكونات السياسية على تشكيل حكومة مكونة من 24 وزيرًا
بيان التحالف قال إنّ إعلان الحكومة يأتي بعد تنفيذ الشق العسكري من الاتفاق خلال أسبوع، مشددًا على اعتزامه الإشراف على فصل القوات العسكرية في أبين وإعادة انتشارها للجبهات.
اتفاق الرياض يحمل أهمية استراتيجية فيما يتعلق بالعمل على ضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية، واستنادًا إلى هذه الأهمية الكبيرة يحرص التحالف بشتى الطرق على إنجاح هذا المسار.
تأكيدًا لذلك، قالت صحيفة العرب اللندنية اليوم الجمعة، إنّ التحالف العربي مارس ضغوطًا لتقديم تنازلات متبادلة من أجل تسريع تنفيذ اتفاق الرياض.
الصحيفة قالت إنَّ التحالف قدَّم ضمانات للطرفين الموقعين على اتفاق الرياض، بالإشراف بشكل دقيق على التزام كل طرف بالتزاماته في الاتفاق، واتخاذ موقف صارم تجاه أي محاولة للهروب من استحقاقاته.
وبحسب مصادر مطلعة، فإنّ قيادة التحالف أقنعت الرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي، بتقديم تنازلات فيما يتعلق بالمرشحين للحقائب الوزارية وتقديم أسماء توافقية، مقابل موافقة المجلس الانتقالي الجنوبي على تنفيذ المرحلة الأولى من الشق العسكري والأمني قبل تنفيذ الشق السياسي وإعلان حكومة المناصفة.
الخطوات التي يُقدِم عليها التحالف العربي في هذا الصدد تُشير إلى إصرار كامل على إنجاح اتفاق الرياض استنادًا إلى أهميته الاستراتيجية.
الضغوط التي مارستها قيادة التحالف توجّه رسالةً بأنّه لن يكون من المسموح أبدًا العمل على إفشال الاتفاق، منعًا لتكرار تجربة الـ13 شهرًا الماضية التي تضمّنت إصرارًا إخوانيًّا على إفشال هذا المسار.
ومن الواضح أنّ التحالف لن يسمح بالعمل على الاستمرار في تعطيل هذا المسار الحيوي، ويتخذ من الإجراءات ويمارس من الضغوط ما يسمح بالسير على الطريق الصحيح.
المستفيد الأكبر مما يحدث هو الجنوب الذي يضمن بذلك ضبط بوصلة الحرب على الحوثيين، بالإضافة إلى تحقيق حالة استقرار سياسي وعسكري توقف العدوان الإخواني المسعور ضد الجنوب، وهو أمر دأبت على ارتكابه المليشيات الإخوانية طوال الفترة الماضية.