علم الجنوب وطفل مدرسة السلامي.. جيل واع يرسم ملامح وطن

الثلاثاء 15 ديسمبر 2020 17:49:04
testus -US

أي حالة عشق فريدة من نوعها، تلك التي تجمع بين علم الجنوب ومواطنيه، كبارًا وصغارًا، رجالًا وأطفالًا.

الحديث عن واقعة شهدتها العاصمة عدن، أثارت غضبًا عارمًا، بعدما تمّ استبعاد طفل من فعالية طلابية بمدرسة السلامي في العاصمة، لا لشيء إلا لأنّه رفع علم الجنوب.

الواقعة أثارت غضبًا واسعًا بالنظر لما فعلته إدارة المدرسة من معاقبة للطفل على شعوره الوطني، معتبرين الواقعة بمثابة إهانة لتضحيات شهداء الجنوب.

وأثيرت العديد من المطالب بإحالة مديرة المدرسة إلى التقاعد والتحقيق مع جميع المتورطين في الواقعة، ورد الاعتبار للطفل وأسرته.

الواقعة ليست رمزية على الإطلاق، فهي تحمل الكثير من الدلالات، وتعطي المزيد من التطمينات على مستقبلٍ منيرٍ للجنوب بفضل وعي أجياله الصاعدة والواعدة.

طفل مدرسة السلامي جسّد أسمى معاني الوطنية، وهو علم وطنه ويُعلي من شأنه ويتمسّك بهويته، كجزءٍ من شعب حدّد مصيره واختار قراره كما يجب أن يكون.

هذه الواقعة تؤكّد أن الهوية الجنوبية تجري في عروق الأطفال قبل الكبار، أولئك الذين يتمسّكون بحملهم الأصيل الذي لن يحيدوا عنه مهما تفاقمت المؤامرات على الوطن.

واقعة الطفل حملت تأكيدات على أنّ المحاولات الخبيثة التي شنّها أعداء الجنوب لم تفلِح فيما أرادته، وهو نزع الهوية الجنوبية من عقول الأجيال، لمصادرة حق الجنوبيين من تحقيق تطلعاتهم وآمالهم.

بالبناء على ما سبق، فقد بات واضحًا أنّ الجنوب ليس مجرد ماض، لكنّه واقع يُخطِّط لمستقبل واعد على أسس قويمة، أولها وأهمها تبقى استعادة الدولة وفك الارتباط.

حالة التمسّك الكبير من قِبل الجنوبيين بعلمهم هي رسالة للعالم أجمع بأنّ الشعب هنا قد حدّد مصيره بالفعل، دون استفتاءات أو اقتراعات، وأنّ استعادة الدولة أمرٌ لا تنازل عنه مهما حدث.

في مقابل كل ذلك، فلا شك أنّ أعداء الجنوب ترعبهم مثل هذه الوقائع، أولئك الذين ترتجف قلوبهم من تماسك الجنوبيين، وهو تماسك يُشكّل حائط صد راسخًا في مواجهة المؤامرات التي يتعرّض لها الوطن.