تسريب الميسري.. فصل أخير للمؤامرة

الأحد 20 ديسمبر 2020 18:00:00
testus -US

رأي المشهد العربي

فرحة شعبية، وترحيب دولي، وتفاؤل إقليمي، عناصر طغت على المشهد بعد إعلان تشكيل حكومة المناصفة بين الشمال والجنوب، ودوران عجلة اتفاق الرياض بكلفة باهظة من دماء الجنوبيين.

وعلى النقيض من النظرة الوطنية لتشكيل حكومة تحمل – من قبل إعلانها – هموم وآمال ملايين المنهكين من عناء حرب تفرضها أجندة إقليمية خبيثة، يقف تنظيم الإخوان الإرهابي والموالون له في موقع العداء لحكومة لم تلتئم بعد.

وتلخص موقف التنظيم الإرهابي، في التسجيل المسرب للمدعو أحمد الميسري الموالي للأجندة القطرية، الذي شق طريقه إلى مقعد وزير الداخلية، ليخون الأمانة، ويدير عمليات الاغتيال في الجنوب، ويفرض على محافظاته شبح الإرهاب الأسود، على مدار سنوات لاستنزاف دماء خيرة شباب الجنوب.

صرخات الميسري في التسجيل المسرب على ضياع مقعده الوزاري الذي كان وبالًا على الجنوبيين، غلفها بعبارات استهلاكية، ووعيد لجميع الحاضرين على المشهد حتى التحالف العربي الذي أواه مطاردًا من مليشيا الحوثي قبل احتوائه من تنظيم الإخوان الإرهابي الذي انضوى تحت كنف مشروع المد الإيراني بأوامر قطرية.

ويعد أخطر ما ورد في تسريب الميسري عبارة "مشروعنا مبيوقفش"، وتهديده باستغلال الموالين للتنظيم الإخواني الإرهابي بالمناصب التنفيذية، في إشارة إلى شبكة سرية أو دولة عميقة يمكن أن تنشط لتقويض جهود انتشال البلاد والمواطنين من أكبر أزمة إنسانية في العالم.

ويفرض تسريب الميسري، على حكومة المناصفة – إن أرادت إصلاحًا – القضاء على طابور عملاء تنظيم الإخوان الإرهابي، في المناصب التنفيذية بمختلف الوزارات والهيئات، لضمان نفاذ قراراتها إلى الشارع وتحقيق أثرها المرجو على حياة المواطنين.

فإن نجحت حكومة المناصفة في قطع أذرع خونة المحور العربي داخل دوائر الحكم على اختلاف مستوياتها، نجت بالبلاد من فصل ختامي لمؤامرة أعدها محور (إيران – قطر – تركيا)، يراد منها أن تعصف بما تبقى من هوية وجغرافيا.