ترحيب دولي بحكومة المناصفة يضيق الخناق على مؤامرات محور الشر
شهدت الساعات الماضية ترحيبا دوليا كبيرا بخروج حكومة المناصفة إلى النور بعد جهود فاعلة للتحالف العربي والمملكة العربية السعودية وبمشاركة دولة الإمارات استمرت لأكثر من عام بعد مفاوضات ماراثونية في الرياض، وهو ما يمنح الحكومة الجديدة مزيدا من الدعم الدولي في مواجهة مؤامرات محور الشر الذي سيحاول إفشال مهامها.
يرى مراقبون أن الترحيب الدولي الواسع بالحكومة الجديدة التي يشارك فيها المجلس الانتقالي الجنوبي يضيق الخناق على مؤامرات محور الشر القطري التركي الإيراني، في ظل رغبة دولية جامحة في إنهاء الحرب التي استمرت لأكثر من ست سنوات، مع وجود متغيرات جديدة على الساحة الدولية يأتي في القلب منها وجود رئيس جديد للولايات المتحدة الأميركية.
ستكون بيانات الترحيب الصادرة من غالبية العواصم العربية والعالمية بحاجة إلى تفعيل أدوات مواجهة التنظيمات والمليشيات الإرهابية، وغلق مساحات التحرك أمام تمويل عناصر الإصلاح أو المليشيات الحوثية المدعومة من إيران، وهو أمر يجب أن تعمل عليه الحكومة الجديدة بحيث تستغل حالة التأييد الدولي وتوظيفها لصالح التعامل مع أي تهديدات تأتي من ناحية محور الشر.
استغلال الحالة الدولية الحالية يجب أن يكون أيضا من خلال التعامل بكل حسم مع أي طرف يحاول إفشال عمل الحكومة التي سيكون على عاتقها جملة من الملفات التي بحاجة للتفرغ من أجل إنجازها وليس الانشغال بالمؤامرات التي تحاك ضدها هنا وهناك، وهو أمر سيعمل التحالف العربي على تلافيه لإنجاح اتفاق الرياض وعدم السماح بإفراغه من مضمونه، لكنه سيطلب فاعلية دولية من قبل مجلس الأمن من معاقبة أي طرف يثبت رغبته في إطالة أمد الصراع أطول فترة ممكنة.
وعبرت فرنسا عن ترحيبها بتطبيق اتفاق الرياض، وتشكيل حكومة مناصفة بين الجنوب والشمال، وأشادت في بيان على موقع وزارة خارجيتها، بما وصفته بالدور الحاسم للمملكة العربية السعودية، مشددة على ضرورة إنهاء الصراع، واستئناف المناقشات تحت رعاية الأمم المتحدة للتوصل إلى اتفاق سياسي عام وشامل.
كما وصف الاتحاد الأوروبي، إعلان حكومة المناصفة، في إطار اتفاق الرياض، بأنه خطوة إيجابية نحو حل سياسي شامل بالبلاد، وقال في بيان، إنه سيكون أمام الحكومة الجديدة مهام صعبة وقرارات مهمة.
وعبر عن تقديّره جهود المملكة العربية السعودية لتطبيق اتفاق الرياض، مطالبا بضمان التنفيذ السريع والكامل لجميع أحكام اتفاق الرياض، ودعا إلى انخراط جميع أطراف النزاع بشكل بناء مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة مارتن غريفيث، من أجل وقف إطلاق النار واستئناف المحادثات السياسية.
رحب أمين عام الجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، بتشكيل حكومة المناصفة بين الجنوب والشمال، تطبيقًا لاتفاق الرياض، وشدد في بيان، اليوم الأحد، على ضرورة البناء على الاتفاق لإنهاء الصراع المسلح، معبرا عن تقديره لجهود المملكة العربية السعودية المتواصلة لجلب أطراف الاتفاق إلى المفاوضات.
وأشاد نائب وزير الدفاع السعودي، خالد بن سلمان، بتشكيل حكومة المناصفة تطبيقًا لبنود اتفاق الرياض، مؤكدا في بيان، اليوم الأحد، على أن تشكيل حكومة المناصفة، وفقًا لما ورد في اتفاق الرياض، خطوة مهمة في بلوغ الحل السياسي وإنهاء الأزمة، وإرساء الأمن والاستقرار.
وتطلع الى حكومة تقود البلاد والمواطنين إلى بر الأمان، مؤكدًا أن العمل شاق والطريق طويل، مستدركًا: " لكن بعزائم الرجال المخلصين تُنبذ الخلافات وتتوحد الجهود و تهون الصعاب وتتحقق الآمال".
وأوضح أن اتفاق الرياض تجاوز التحديات والصعوبات والعقبات بجهود المملكة العربية السعودية والأشقاء في الإمارات ودول التحالف العربي، وحرص أطرافه على تحقيق السلام والأمن والاستقرار.