مؤتمريو جنوب اليمن .. إلى أين ؟
أحمد سعيد كرامة
حاول الرئيس هادي جاهدا إستمالة السواد الاعظم من قيادات وكوادر وأعضاء مؤتمريي جناح الرئيس الراحل عفاش والذي يعتبر الجناح الأكبر على مستوى اليمن وفشل , أما جناح الرئيس هادي فهو الأقل عددا و تنظيما وحضورا من بين أجنحة المؤتمر الشعبي العام حاليا , حزب المؤتمر الشعبي العام شمالي الهوى والهوية والمنشأ ولن يكون غير ذلك مطلقا , التركيبة والعقلية القبلية والمناطقية الشمالية المتسلطة والمهيمنة هي المسيطرة غالبا على قرارات ونشاط وإمكانيات حزب المؤتمر الشعبي العام , ستجد بعض القيادات من الجنوبيين أو من المناطق الشمالية الوسطى كتعز وإب ولكنهم عبارة عن كومبارس ومن الدرجة الثالثة ولا دور فعلي لهم بقيادة المؤتمر على أرض الواقع إلا من بعض المشاهد التمثيلية الدرامية .
حتى بعض القيادات المؤتمرية الشمالية التي إنظمت مصلحيا لتيار الرئيس هادي فهي تكمن الانشقاق عليه ومستعدة بأي لحظة العودة لأصلها وموقعها الطبيعي بالشمال , لقد فشل الرئيس هادي بعمل أي لقاء أو إجتماع علني يجمع قيادات وكوادر مؤتمريي جناحه طيلة الثلاثة الأعوام المنصرمة , وحاول رئيس الوزراء بن دغر القيادي البارز بحزب المؤتمر والمحسوب على تيار الرئيس هادي أن يكرر المحاولة لأكثر من عشر مرات في الرياض والقاهرة وعدن وفشل أيضآ بسبب عدم وضوح نوايا بن دغر من تلك الدعوات وضبابية مواقفه الحزبية والسياسية .
أهملوا وهمشوا متعمدين شرفاء المؤتمر الشعبي العام من الجنوبيون , بسبب أنهم يرفضون رفضا قاطعا العودة كتابعين لسلطة باب اليمن بصنعاء والتحكم بهم مجددا من قبل السيد الشمالي , البعض من قيادات المؤتمر من الوطنيين الشرفاء في الجنوب شاركت بالقتال والدفاع عن أرضها وتحريرها من الغزوا المليشياتي الغاشم علينا في 2015م ويحسب لهم ذلك الموقف الوطني النبيل .
لم يجد الرئيس هادي مخرج لوضعه السياسي المتأزم والمنهار بسبب الرفض القاطع لغالبية المؤتمريين في الجنوب والشمال اعتباره كبديل للرئيس الراحل عفاش , فأضطر مؤخرا ومرغما العودة والتقرب من مؤتمريي الجنوب الرافضين للعودة لما قبل 2015 م , من أجل الدفع بهم ضد المجلس الإنتقالي الجنوبي أولا , وثانيا الزج بهم في السجال السياسي بين أجنحة المؤتمر المتناحرة والمختلفين على من سيمثل المؤتمر الشعبي العام بالمفاوضات القادمة وسيعتبر هو الجناح الشرعي محليا ودوليا , وأتمنى أللا يتم إستغلالهم بهذه الصورة القذرة لاحراق كرتهم السياسي إنتقاما لمواقفهم السياسية السابقة وإنحيازهم لوطنهم الجنوبي .
المجلس الإنتقالي الجنوبي كيان جامع وفيه من جميع التيارات والأحزاب الجنوبية , وما يجمعهم هو الهدف السامي باستعادة الدولة الجنوبية على كامل أراضينا , إختلاف البشر سنة حتى الأنبياء والرسل عليهم صلوات الله لم يجتمع حولهم إلا القليل , ولكنهم قلة بالعدد كثيري بالإيمان والعزيمة والثبات .
وبالإمكان ضم مؤتمريي الجنوب مع الفريق التفاوضي الخاص بشرعية الرئيس هادي وهذا سيعتبر رد إعتبار لهم , ولكن من غير الممكن تصوير تلك اللقاءات أو الإجتماعات التي يحضر لها في عدن بأنهم عبارة عن قوة سياسية أو جماهيرية لها ثقلها على الأرض الجنوبية .
ألم يأن الأوان للرئيس هادي أن يراجع حساباته الخاطئة ويتجاوز أخطائه السابقة التي تجلت بذلك الفريق الهزيل الذليل من بعض الشخصيات السياسية والعامة من الجنوبيين , وتصويرهم للعالم والإقليم بمؤتمر الحوار السابق بأنهم من يمثلون القضية الجنوبية وتساقطوا مثل تساقط أوراق الشجر بفصل الخريف , مع إحترامي وتقديري للقلة القليلة من الوطنيين الشرفاء الذين حضروا مؤتمر الحوار الوطني بصنعاء , البعض من تلك الشخصيات وعند أول منعطف سياسي أو إغراء مادي إنشقت عن الرئيس هادي وإنضمت للرئيس الراحل عفاش , والبعض الآخر متواجد الآن بصنعاء مع مليشيات الحوثي .
العالم أصبح قرية صغيرة جدآ , ويعلم حجم وجماهيرية كل مكون أو تيار أو حزب سياسي على الارض اليمنية الجنوبية وغيرها , وعلى هذا الأساس يجب التعامل مع بعضنا البعض وعدم القفز على الواقع والمتغيرات .