بوادر التصعيد الإخواني ضد الجنوب.. مليشيات إرهابية تحرق نفسها (تحليل)

السبت 26 ديسمبر 2020 00:02:00
testus -US

فتح التصعيد الإخواني الأخير ضد الجنوب، إطلاقًا جديدًا للرصاص من هذه المليشيات الإرهابية على مسار اتفاق الرياض، على نحوٍ يهدد ببعثرة الأوراق من جديد.

الإرهاب الإخواني تجلّى في معاودة المليشيات الإرهابية التابعة لنظام الشرعية للزحف نحو قرن الكلاسي والعرقوب وشقرة في جبهة أبين، مع حشد القيادات الإرهابية للمليشيات عناصرها من مأرب، على أمل التقدم بشكل مباغت إلى زنجبار.

ما أقدمت عليه المليشيات الإخوانية يُضاف إلى سلسلة طويلة من الانتهاكات والخروقات التي ارتكبها هذا الفصيل الإرهابي منذ توقيع اتفاق الرياض في الخامس من نوفمبر من العام الماضي.

لكن التصعيد الإخواني يأتي في مرحلة دقيقة، وذلك بعد إعلان تشكيل حكومة المناصفة وسحب القوات العسكرية، وهو ما كان يفترض أن يُمهّد نحو استقرار سياسي، عملًا على تحقيق الهدف الاستراتيجي للاتفاق وهو ضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية.

يشير ذلك إلى أنّ المرحلة المقبلة ربما تشهد مزيدًا من تردي الأوضاع، وأنّ سحب القوات العسكرية من المواقع وإفساح المجال أمام تشكيل حكومة المناصفة إنّما كانت لحظات من التقاط الأنفاس من قبل تنظيم الإخوان قبل أن يعاود التصعيد الغاشم ضد الجنوب.

وبعيدًا عما جرى في الكواليس خلال الأيام الماضية، لا سيّما تلك التي سبقت إعلان تشكيل حكومة المناصفة وسحب القوات، فمن الواضح أنّ مليشيا الإخوان تلعب بالنار وهي تجهز لحربها الجديدة على الجنوب.

ولعلّ ما يجري على الأرض يبعث برسالة حول حقيقة لم تثر أي استغراب، مفادها أنّ المليشيات الإخوانية لا يمكن أن تجنح نحو السلام، وذلك لأنّ معركتها موجّهة في الأساس للجنوب، وتسعى بشتى الطرق للعمل على احتلال أراضيه.

إقدام مليشيا الإخوان على هذه الممارسات الإجرامية والإرهابية تمثّل بعثرة لأوراق اتفاق الرياض على نحوٍ يُجهِض الكثير من الآمال التي علقت بهذا المسار لتحقيق استقرار سياسي وعسكري يمهّد لحسم المواجهة مع الحوثيين.

ويبدو أنّ المرحلة المقبلة قد تكون آخر فرصة لإنقاذ اتفاق الرياض وذلك بممارسة أكبر قدر من الضغوط على المليشيات الإخوانية لوقف أي اعتداءات قد تشنها على الجنوب.

أمّا إذا أصرّت المليشيات الإخوانية على تجديد عدوانها على الجنوب، وهو الأمر الأكثر ترجيحًا، فإنّ هذا الفصيل الإرهابي يشعل نيرانًا، سيكتوي بها وذلك بالنظر لما تملكه القوات المسلحة الجنوبية من قدرات ولوجستيات تجعلها قادرة على حرق المليشيات الإخوانية، بدليل حجم البطولات التي سطّرها أشاوس الجنوب في مواجهة مليشيا نظام الشرعية على مدار أكثر من 16 شهرًا.