كورونا في اليمن.. قنبلة رعب تنفجر في صمت
لم يكن وضع كورونا في اليمن بحاجة إلى ذلك الإعلان المخيف الذي أصدرته منظمة الصحة العالمية بشأن تفشي الجائحة بشكل مرعب للغاية، خلافًا لما يتم إعلانه بالأرقام الرسمية.
ففي هذا الإعلان، جدَّدت منظمة الصحة العالمية تأكيدها أنَّ الأرقام المعلنة عن الإصابات والوفيات بفيروس كورونا في اليمن تقل عن الأرقام الفعلية.
المنظمة قالت في تقريرها عن الوضع لشهر نوفمبر الماضي، إنّ هناك قلقًا من أن الفيروس لا يزال ينتشر في جميع الأنحاء، وأكّدت أنّ اليمن لا يزال يواجه خطر المجاعة، مشيرة إلى إخضاع 34 ألفا و364 طفلًا لفحوصات سوء التغذية، مؤكدة أن 27% منهم أقل من ستة أشهر.
توثيق منظمة الصحة العالمية لحجم تفشي كورونا لا يثير أي استغراب، فالكثير من المعلومات تم تداولها بشكل كبير عن تسجيل حضور طاغٍ للجائحة، وسط مقومات تمثّل بيئة خصبة أمام انتشار الفيروس.
اليمن يشهد أزمة صحية تتضمّن انتشارا مرعبا للعديد من الأوبئة والأمراض، وهو يعني أنّ القدرات المناعية للنسبة الأكبر من السكان ضعيفة للغاية، وهو ما يتيح للفيروس سرعة اختراق الأجساد.
كما أنّ مدى التباعد الجسدي أمرٌ لا يتحقّق بشكل كبير، ولعل أكبر دليل على ذلك هو تفاقم أزمة النازحين واضطرار أعداد مهولة من السكان إلى الإقامة في مخيمات محدودة، وبالتالي فإنّ تزايد هذا الاختلاط يمنح كورونا رخصة الانتشار بشكل كبير.
بالإضافة إلى ذلك، فإنّ كورونا يجيد التسلّل إلى أصحاب الأمراض المزمنة ومع غياب الخدمات الصحية بشكل كامل، فإنّ الأمر يعني أنّ الكلفة تتفاقم بشكل كبير، أسوةً بأغلب دول العالم التي تشهد حضورًا طاغيًّا للجائحة.
فضلًا عن كل ذلك، فإنّ هناك سببًا رئيسيًّا في تفشي جائحة كورونا على نحو مرعب، وهو اتباع المليشيات الحوثية سياسة تضليلية، تقوم على إخفاء المعلومات الحقيقية عن مدى تفشي الجائحة.
وتؤكّد العديد من التقارير الصادرة من منظمة الصحة العالمية أنّ الشفافية ونشر المعلومات الحقيقية عن وضع كورونا عامل شديد الأهمية فيما يتعلق بسبل مكافحة تفشي الوباء، لأنّه يمنح السكان فرصة معرفة طبيعة الوضع على الأرض، وبالتالي تجنّب التجمعات والمناطق الموبوءة قدر الإمكان.
ويمكن القول إنّ المليشيات الحوثية تتحمّل جانبًا رئيسيًّا من المسؤولية في هذا الصدد، بالنظر إلى تعمّدها إخفاء المعلومات الحقيقية عن مدى انتشار الجائحة في المناطق الخاضعة لسيطرتها، وذلك حتى تتجنب ثورة غضب عارمة ربما تندلع في وجهها، استنادًا إلى غياب المواجهة المطلوبة لتفشي الوباء.