الجنوب وعقدٌ جديدٌ من الانتصارات

الاثنين 28 ديسمبر 2020 18:00:00
testus -US

رأي المشهد العربي

قبل ساعات قليلة من نهاية العام الجاري يجد أبناء الجنوب أنفسهم أمام جملة من النجاحات التي حققها المجلس الانتقالي الجنوبي على مدار هذا العام، أبرزها تأكيد قوته العسكرية في مواجهة مليشيات الشرعية الإخوانية التي حاولت إفشال اتفاق الرياض من خلال التصعيد العسكري، وكذلك إثبات فعاليته الدبلوماسية التي قادت للوصول لحكومة المناصفة دون أن يتعرض الجنوب لخسائر سياسية، ونهاية بترتيب الداخل الجنوبي وإطلاق عملية تنموية واسعة في العاصمة عدن.

خلال هذا العام مر الجنوب بجملة من الصعوبات التي كانت تستهدف الانقضاض على المكاسب التي حققها المجلس الانتقالي من خلال توقيعه اتفاق الرياض مع الشرعية، وشهدت محافظة أبين تصعيدًا عسكريًا من قبل مليشيات الشرعية الإخوانية التي استعانت بالتنظيمات الإرهابية وحاولت أن تُعيد تموضعها بعد أن تمكن الجنوب من هزيمتها، إلى جانب توالي انتهاكات التنظيم الإخواني في محافظة شبوة والتي كانت شاهدة على عمليات قتل وتعذيب واختطاف المواطنين الأبرياء.

وكذلك فإن الجنوب واجه التحالف العابث بين مليشيات الإخوان والحوثي الإرهابية، وظهر ذلك من خلال تزامن تصعيد الحوثيين في الضالع مع اشتعال المواجهات في أبين، إلى جانب إقدام الشرعية على إفراغ جبهات الشمال للعناصر المدعومة من إيران في مقابل الزج بعناصرها إلى محافظات الجنوب سواء كان ذلك عبر موجات النزوح المتتالية -التي حاولت إضفاء صبغة إنسانية عليها- أو من خلال تهريب العناصر إلى جبهات أبين ومحاولة اختراقها للوصول إلى العاصمة عدن.

خلال هذا العام الذي جمع حقائبه، واجه الجنوب تصاعد التنسيق بين جماعة الإخوان الإرهابية والقوى الإقليمية الداعمة لها وفي مقدمتها قطر وتركيا، ظهر ذلك واضحًا في أرخبيل سقطرى والتي عمدت مليشيات الإخوان على تحويلها إلى قاعدة عسكرية تركية تؤمن مصالحها في القرن الإفريقي وتحديدًا حماية قواعدها في الصومال القريبة من الجزيرة الهادئة، لكن المجلس الانتقالي الجنوبي وبمشاركة فاعلة من التحالف العربي واجه تلك المؤامرات وطهر المحافظة من براثن الإرهاب.

يشكل العديد من التحديات التي واجهها الجنوب خلال العام الذي يوشك على الانقضاء وقدرته على التعامل معها والانتصار فيها مؤشرًا إيجابيًا لمستقبل جنوبي أفضل في العام الجديد، ويمكن القول إن الجنوب سيكون منتصرًا مع بداية عقد جديد من المتوقع أن يشهد نجاحًا على طريق استعادة الدولة ، وذلك بعد أن نجح الجنوب في أن يثبت للعالم أجمع أنه رقم صعب في معادلة الحل ولا يمكن حل الأزمة اليمنية سياسيًا من دون أن يكون المجلس الانتقالي ركيزة أساسية بها.

سواء التزمت مليشيات الشرعية باتفاق الرياض أو لم تلتزم فإن الجنوب سيكون منتصرًا في جميع الحالات لأنه سيثبت للعالم أنه كان حريصًا على الوصول لحل سياسي، في حين أن مؤسسة الشرعية سيكون عليها التعامل مع حالة الرفض الدولي لتصرفاتهم بعد الترحيب الكبير الواسع الذي حظيت به حكومة المناصفة في أعقاب الإعلان عنها.