واقعة الطفل إدريس.. الحوثيون بين صناعة الأزمة وحماية المجرمين

الأربعاء 30 ديسمبر 2020 14:18:16
testus -US

لم تكتفِ المليشيات الحوثية بأن تمارس ترديًّا فظيعًا في مختلف القطاعات الخدمية بما في ذلك القطاع الصحي، لكنّ هذا الفصيل الإرهابي يعمل على إفساح المجال أمام "المهملين" ليتمادوا في جرائمهم البشعة.

ولعل واقعة الطفل محمد إدريس الدليل الأكثر وضوحًا على حجم الإهمال الحوثي الفظيع والمتعمّد بما يسفر عن كلفة إنسانية شديدة الفداحة.

الطفل محمد إدريس كان قد تعرّض لخطأ طبي فادح ببتر جزء من العضو الذكري أثناء عملية ختان على يد فني تخدير في أحد مستشفيات إب.

هذا الإهمال الصحي في محافظة إب الخاضعة لسيطرة الحوثيين لم يتوقّف عند هذا الحد، حيث اتهم نشطاءٌ وزير الصحة في حكومة المليشيات "غير المعترف بها" بتزعم لوبي فساد لإهدار حق الطفل محمد إدريس.

النشطاء حمّلوا نيابة إب المسؤولية عن التقاعس في القبض على الجناة، وقالوا إنّهم طلقاء حتى اللحظة، وكشفوا عن احتجاز الطفل إدريس في مستشفى بصنعاء، وأنّ الملاحقات القانونية للمتهمين توقفت.

واقعة الطفل إدريس حملت برهانًا على حجم إرهاب الحوثيين، وكيف أنّ المليشيات تصنع ترديًّا فظيعًا في مستوى الخدمات الصحية بشكل مرعب، كما أنّها تفسِح المجال أمام مرتكبي الأخطاء القاتلة في حق السكان سواء كانوا كبارًا أو صغارًا.

ما يُقدِم الحوثيون على ارتكابه في هذا الصدد إنّما يحمل دلالة شديدة الوضوح على الإنسان لا قيمة له في الدستور الحوثي، وأنّ هذه المليشيات الإرهابية تتعمّد تكبيد السكان أبشع وأفدح الأثمان على مدار حربها العبثية.

ولا يُنظر إلى الطفل محمد إدريس باعتباره الوحيد الذي دفع ثمن هذا الإهمال الحوثي، فالمليشيات تعمّدت إحداث تردٍ فظيع في القطاع الصحي، مع غياب شبه كامل في تقديم الخدمات للسكان.

وطوال السنوات الماضية، أقدمت مليشيا الحوثي على شن اعتداءات غاشمة ضد العاملين في القطاع الصحي، فضلًا عن جرائم غادرة على المستشفيات من أجل إخراجها عن الخدمة وتعطيلها.