إحراق الأرض أسفل حكومة المناصفة.. قراءة في المخطط الحوثي الإخواني
كما هو المتوقع، لا تبدي المليشيات الإخوانية أي تجاوب فعال مع اتفاق الرياض وتواصل العمل بشتى الطرق على إفشال هذا المسار، وذلك على الرغم من خطوة تشكيل حكومة المناصفة وهي أحد بنود هذا المسار.
الساعات الماضية كانت شاهدةً على هجوم إرهابي نفّذته المليشيات الحوثية والإخوانية عبر تنسيق مشترك فيما بينهما، استهداف مطار العاصمة عدن، بالتزامن مع وصول طائرة وزراء حكومة المناصفة.
الهجوم تزامن مع تحذيرات أطلقتها مصادر سياسية، تحدّثت لصحيفة العرب اللندنية، تتعلق بتنفيذ قيادات إخوانية مخططًا جديدًا يهدف إلى تعطيل عمل حكومة المناصفة، عبر إرباك المشهد العسكري والسياسي.
المصادر قالت إنّ هناك تيارًا مدعومًا من قطر يعمل على وضع العراقيل أمام عمل حكومة المناصفة، من خلال التشكيك في اتفاق الرياض ومهاجمة أي خطوات تنبثق عنه.
وهذا المخطط الجديد الذي تشمل التصعيد في العاصمة ولحج وتعز وشبوة، تشرف عليه قيادات إخوانية وقبلية ووزيران بالحكومة التي جرى الإطاحة بها.
بالإضافة إلى ذلك، فقد أشارت المصادر إلى أنّ هناك تحركات ذات طابع عسكري، عبر المعسكرات التي تمولها الدوحة في جنوب محافظة تعز؛ لخلق بؤرة توتر جديدة.
هذه المعلومات الخطيرة تكشف مدى المساعي الإخوانية الخبيثة لتفجير مسار اتفاق الرياض، وهو أمر لا يثير أي استغراب على الإطلاق لكنّه أمر متوقع، في ظل أنّ هذا المسار يكسر شوكة الإرهاب الإخواني بشكل كبير.
مخطط حزب الإصلاح الذي يستهدف إفشال مهام حكومة المناصفة يستدعي التحلي بأكبر قدر من الوعي بغية إجهاض هذه المؤامرة الخبيثة التي تعادي الجنوب والتحالف العربي، وتنفّذ أهدافًا قطرية تركية تخدم النفوذ الإخواني.
القيادة الجنوبية بدورها مطالبة بالحذر الشديد مما يمكن أن تقدم عليها المليشيات الإخوانية بشكل أكبر من عدوان على الجنوب، لا سيّما أنّ حزب الإصلاح الإرهابي تظل معركته موجّهة ضد الجنوب ولا تستهدف القضاء على المليشيات الحوثية المارقة.
إقدام المليشيات الإخوانية على إشعال الجبهات ضد الجنوب ربما يستمر لفترات طويلة، وبالتالي فإنّ الجنوب يبقى محتفظًا بحقه الأصيل في حماية أراضيه من أي اعتداءات يتعرّض لها، تستهدف النيل من أمنه واستقراره.