رسالة شعبية في جنازة ضحية فوضى إب.. أكثر من مجرد تشييع
شيّعت محافظة إب، ضحية جديدة راحت ضمن الكلفة البشرية المرعبة التي تكبّدها السكان من جرّاء الفوضى الأمنية التي تصنعها المليشيات الحوثية الإرهابية.
الحديث عن المهندس الشاب محمد نجيب الزُمر الذي راح ضحيةً للانفلات الأمني في محافظة إب الخاضعة لسيطرة الحوثيين، حيث لقي مصرعه على يد مسلح، طالبه الضحية بدفع قيمة حلوى انتزعها من محل يعمل فيه، بمنطقة قحزة وسط مدينة إب.
مشهد اليوم لم يكن مجرد تشييع للجثمان بقدر ما مثّل وقفة شعبية غاضبة عبّر فيها السكان عن غضبهم العارم من الفوضى الأمنية التي يصنعها الحوثيون بشكل متعمد بغية تعزيز همينتهم على المحافظة.
ورفع مشيعو جثمان المهندس القتيل لافتات تطالب بمحاكمة القتيل، مشدّدين على أنّ هذه القضية تمثل قضية رأي عام وبالتالي لن يكون من المقبول السكوت عليها.
تحوّل مشاهد تشييع الجثمان إلى مسيرة غاضبة قد يُشكّل تغيرًا نوعيًّا في طريقة تعامل السكان مع الفوضى الأمنية التي تمارسها المليشيات الحوثية، وذلك بعدما تكبّد السكان أبشع الأثمان من جرّاء هذه السياسة الخبيثة.
ويُمكن النظر إلى مثل هذه التحركات بأنّها قد تُشكل بداية مواجهة حقيقية من قِبل السكان ضد ما عانوا منه طوال الفترات الماضية، من إهمال فظيع مارسته المليشيات الحوثية في ظل تصاعد الفوضى الأمنية على نحو مرعب.
ولعل ما يجعل الحاجة ماسة لاتباع هذه الآلية الشعبية هو أنّ الفوضى الأمنية التي صنعها الحوثيون فاقمت معدلات الجرائم في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات، سواء من خلال العناصر الحوثية المسلحة أو عبر العصابات التي تعمل بتنسيق مباشر مع المليشيات.