الاعتداءات الحوثية تفاقم موجات النزوح.. جُرح الحرب الذي لا يلتئم
كلفة إنسانية مرعبة تلك التي يتكبّدها السكان من جرّاء الحرب العبثية التي أشعلتها المليشيات الحوثية الإرهابية منذ أكثر من ست سنوات.
وفيما يصر الحوثيون على التصعيد العسكري عبر سلسلة طويلة من الاعتداءات الغاشمة والمروّعة، فإنّ هذا الوضع المخيف يجبر أعدادًا ضخمة من السكان على النزوح هربًا على هذا الوضع الذي لا يُطاق على الإطلاق.
وفي الفترة الأخيرة، دأبت المليشيات الحوثية المدعومة من إيران على قصف المناطق السكنية بمحافظة الحديدة، مستخدمةً في ذلك صواريخ الكاتيوشا، وهو ما أسفر عن دمار هائل وخسائر بشرية فادحة.
هذا الإرهاب الحوثي أسفر عن استمرار موجات النزوح بشكل متصاعد للغاية، وتحديدًا في حي منظر بمديرية الحوك، الذي طاله الكثير من التنكيل بفعل الجرائم والاعتداءات الغاشمة التي ترتكبها المليشيات.
واستمرارًا لهذا الوضع، قد وثّق مقطع مصور هروب الأهالي من الحي السكني من منازلهم، مع أولادهم بسبب القصف الصاروخي والمدفعي المتكرر من مليشيا الحوثي الإجرامية.
الإصرار الحوثي على التصعيد العسكري أمرٌ يُضاعف الأعباء على السكان، بعدما يضطرون للانتقال للعيش في مخيمات نزوح تفتقد أدنى معايير الحياة الآمنة بسبب تردي الخدمات، وهو أمرٌ توثّقه العديد من التقارير الأممية.
ويبلغ عدد النازحين أكثر من أربعة ملايين شخص، ويعانون من أزمات نقص حادة في الغذاء وتردي الخدمات وتفشي الأمراض والأوبئة في بيئة خالية من الاستقرار المعيشي.
ولعل ما يضاعف الأعباء على النازحين هي الأجواء المناخية التي يواجهونها وهم في العراء، حيث أنّ الطقس البارد يمثّل بيئة خصبة أمام تفشي الأمراض بسبب النشاط الملحوظ للفيروسات، وهو أمرٌ تزداد خطورته في ظل تفشي جائحة كورونا.
وقف معاناة النازحين أمرٌ يتطلب ضرورة تكثيف العمل الإغاثي على وجه السرعة بما يضمن ضرورة المساعدات الإنسانية لهؤلاء الأشخاص المحرومين من أدنى مقومات الحياة.
في الوقت نفسه، فإنّ هناك ضرورة ملحة لأن تُمارَس ضغوطٌ مكثفة على المليشيات الحوثية لوقف اعتداءاتها التي تستهدف المدنيين بالنظر إلى خطورة هذا الأمر المرعب على تردي الأوضاع الإنسانية بشكل كبير.