نُذر الحرب الجديدة على عدن

السبت 2 يناير 2021 18:03:00
testus -US

رأي المشهد العربي

لم تكن التفجيرات التي هزّت مطار العاصمة عدن وحدها التي فرضت تحديات على المشهدين السياسي والعسكري الراهن، لكن التعاطي الإخواني مع الأمر ينذر بمزيد من التداعيات.

تفجيرات المطار تزامنت مع وصول طائرة وزراء حكومة المناصفة إلى العاصمة عدن، ما يعني أنّ من ارتكب هذا الهجوم ضد هذه الخطوة، إحدى بنود اتفاق الرياض لضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية الإرهابية.

من هذا المنطلق، فإنّ الاتهامات الموثّقة سرعان ما وُجّهت للمليشيات الإخوانية والحوثية بارتكاب هذا الهجوم الغادر، لا سيّما أنّ هذين الفصيلين الإرهابيين تجمعهما علاقات تقارب وتنسيق مفضوحة، تزايدت كثيرًا في الفترة الماضية.

عبثية المشهد لم تنتهِ عند هذا الحد، بل وصل الأمر إلى إطلاق تصريحات تتضمن تهديدات مباشرة بضرب العاصمة عدن من جديد، فهذا يعني أنّ المرحلة المقبلة ربما تكون غير مستقرة.

الحديث هنا بشكل محدّد عن التهديد الذي أطلقه الإخواني راجح بادي الناطق باسم الحكومة عندما قال "لن يكون هناك استقرار في عدن ما لم تتسلم قواتهم وأجهزتهم السيطرة عليها".

تصريحات الإخواني بادي، -الذي لا يُعرف سبب بقاءه في منصبه إلى الآن-، خلت من اتهام الحوثيين كما ورد في بيان التحالف العربي بشن الهجوم على مطار عدن، وهذا الأمر يحمل في طياته دلالة كبيرة على دفء العلاقات بين الإخوان والحوثيين.

"تهديد بادي" الذي أعقب الهجوم مباشرة يعتبر مؤشر نحو مزيد من الأعمال الإرهابية التي تهز العاصمة عدن، مع كل خطوة يتم إنجازها نحو إنجاح اتفاق الرياض، وهذا يعني أنّ المرحلة المقبلة تستلزم توخي أكبر قدر من الحذر والانتباه لما قد يحدث على الأرض على يد هذه المليشيات المارقة.

ما يهمنا موقف الجنوب مما يحدث على الأرض، وهنا يمكن القول إنّه لا توجد خيارات كثيرة أمام القيادة السياسية -ممثلة في المجلس الانتقالي-، فالأولوية الآن تحصين الجنوب وفي القلب منه العاصمة عدن، من الإرهاب الذي يُدبَّر لها في جنح الليل ووضح النهار.

"الانتقالي" يبقى مفوض الشعب لاتخاذ كافة الإجراءات اللازمة والضرورية من أجل تحصين الجنوب من المؤامرة الشريرة التي يدبّرها أعداء الوطن، لا سيّما أنّه لا مجال الآن للتراخي الذي ينذر ليس فقط بضربات أمنية لكن الأمر قد يصل إلى "سلب قضية الوطن".