هل تظهر بصمات قطر على حادث استهداف مطار عدن؟
مازالت أصداء الحادث الغاشم الذي استهدف مطار عدن، الأربعاء الماضي، تُلقي بظلالها على الأحداث السياسية ليس في الجنوب أو اليمن الشمالي فحسب، لكن على المستوى الخليجي والعربي والعالمي أيضا، وهو ما يُفسح المجال أمام إمكانية وجود متورطين جدد في الحادث إلى جانب المليشيات الحوثية التي تولت عملية تنفيذ الحادث الإرهابي.
هناك جملة من الأدلة تبرهن على أن بصمات قطر قد تكون واضحة في الحادث الأخير، إذ أن الدوحة تعد أحد الممولين للمليشيات الحوثية الإرهابية بعد أن تراجع المال الإيراني للمليشيات جراء الأزمات الاقتصادية التي تعانيها طهران مؤخرا، كما أنها أيضا تعد الممول الرئيسي لمليشيات الإخوان والتي لديها استفادة مباشرة من عرقلة مهام الحكومة الجديدة ووأدها في مهدها بما يدعم العودة مجددا إلى ما قبل تنفيذ الشق السياسي من اتفاق الرياض.
ومؤخرا كشفت الباحثة الأمريكية في شؤون الأمن القومي إيرينا تسوكرمان، عن معلومات حول الدور القطري في تمويل وتوفير طائرات بدون طيار للحوثيين، مؤكدة أن العديد من المتعاقدين الأمريكيين قدموا لها أدلة على دور قطر في تمويل وتوفير طائرات بدون طيار للحوثيين، وأن التمويل يربط أعضاء الدائرة المقربة من الأسرة القطرية الحاكمة.
الباحثة الأمريكية أشارت أيضًا إلى وجود علاقات مالية واسعة بين مليشيات الإصلاح في تعز وبين دولة قطر، وأن ذلك يعد ضمن خطط تمويل لأذرع التنظيم الدولي للإخوان الإرهابي الذي يمارس جرائمه في بلدان عديدة، وهذا المال يجري توجيهه لارتكاب جرائم متعددة في محافظة تعز.
دخول المال القطري إلى جيوب تجار الحروب يبرهن على أن قطر متورطة في الحادث الأخير سواء كان ذلك بشكل مباشر أو غير مباشر، تحديدا وأن منصاتها الإعلامية أخذت على عاتقها مهمة تبرئة ذمة المليشيات الحوثية من ارتكاب الحادث وذهبت باتجاه نشر أكاذيبها المستمرة بحق المجلس الانتقالي الجنوبي، وهو ما يؤكد أنها تسعى لإبراء ذمتها أيضا لأن مصالحها تتشارك مع مصالح الحوثي والإخوان.
يرى مراقبون أن قطر استهدفت عبر التنسيق مع تركيا إحداث اختراقات استخباراتية يجعلها قادرة على إفشال خطوات الحل السياسي الذي يرمي إليه التحالف العربي في إطار معاداتها لدول التحالف، وفي ظل محاولتها المستمرة التهرب من المصالحة مع دور الرباعي العربي، بما يدعم استمرار جرائمها التي تستهدف المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة.
ولم تستبعد صحيفة "العرب" الدولية تورط الأطراف التي تعمل على خدمة الأجندة القطرية التركية الإيرانية، في حادث مطار عدن، وشددت على ضرورة إجراء تحقيق شفاف بمشاركة المجتمع الدولي إلى جانب إعلان نتائج التحقيق سريعًا، مشيرة إلى أن استهداف مطار العاصمة يؤكد حجم التحديات، التي تقف أمام حكومة المناصفة على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية، والأمنية والعسكرية.
سخر الناشط السياسي علي الأسلمي، اليوم، من قناة الجزيرة القطرية، مشددًا على أن ترويجها للأكاذيب يؤكد ضلوع تنظيم الحمدين في استهداف مطار العاصمة عدن، وقال في تغريدة عبر "تويتر": "جنون قناة الجزيرة هذه الأيام على الإمارات يؤكد ضلوع الحمدين في استهداف مطار عدن تابعوها فقط".
يسعى تنظيم الإخوان المدعوم من قطر لتوظيف الحادث من أجل تحقيق أكثر من هدف فهو يحاول التخفيف من حالة الغضب الدولي تجاه المليشيات المدعومة من إيران عبر إثارة أكاذيب من شأنها التشكيك في ارتكاب المليشيات للحادث الإرهابي من الأساس، وكذلك فإنه يدعم إثارة الفوضى في الجنوب ما يضع العقدة في المنشار أمام حكومة المناصفة وإفشال مهمتها من أجل بعثرة أوراق الحل السياسي مجددًا.