المجتمع الدولي يصم آذانه على جرائم الحوثي بالحديدة

في الوقت الذي ترتكب فيه المليشيات الحوثية جميع أنواع الجرائم بحق المدنيين في محافظة الحديدة يأتي البيان الذي أصدره مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، اليوم الأحد، من دون أن يحملها بشكل مباشر مسؤولية تدهور الأوضاع الإنسانية في الساحل العربي ليكتفي بمطالبته "أطراف النزاع إلى وقف الهجمات العشوائية في الحديدة؛ لمنع سقوط العديد من الضحايا بين المدنيين".

يبرهن هذا البيان الهزيل على أن المجتمع الدولي مازال يصم آذانه على جرائم مليشيا الحوثي ويكيل بمكيالين ولا يراعي بين طرف منتهك لجميع الأعراف الدولية وأطراف أخرى تجابه تلك الجرائم وتسعى للوصول إلى حل سياسي يُنهي الحرب التي تستمر للعام السادس على التوالي، ما يؤكد أن الرغبة الدولية لحل الصراع في اليمن مازالت غائبة أو على الأرض تظل رؤية المجتمع الدولي نحو الحل مشوشة من دون أن تنخرط في تفاصيل ما يجري على أرض الواقع.

دعا مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، اليوم الأحد، أطراف النزاع إلى وقف الهجمات العشوائية في الحديدة؛ لمنع سقوط العديد من الضحايا بين المدنيين، وشدد على أن استمرار العمليات العسكرية في الحديدة، هو انتهاك واضح للقانون الإنساني الدولي، فيما أكد منسق الشؤون الإنسانية للمكتب، أن استمرار مقتل المدنیین في هذه الهجمات العشوائية وغير المبررة أمر غير مقبول.

يشكل غياب المبعوث الأممي إلى اليمن عن التواجد في محافظة الحديدة مع تقليص تواجد البعثة الأممية على الأرض أحد الأسباب التي تجعل المليشيات تتمادى في جرائمها بحق المدنيين لأنها تعرف أنه لا يوجد جهات دولية من الممكن أن توثق جرائمها، لكن هذا الغياب يؤكد أيضا أن المجتمع الدولي لا يولي اهتماما بكيفية استخدام جملة من الأدوات للضغط على المليشيات لإرغامها على الحل السياسي.

ترتكن المليشيات الحوثية على أن هناك إدارة أميركية جديدة قد يكون لها توجهات مختلفة مع إيران بما يجعلها تتمادى في جرائمها، لأن تخفيف الضفوطات على طهران يعني أنه لن يكون هناك أمد للحل السياسي الشامل في القريب العاجل، وبالتالي فإنها تستغل الأوضاع الإقليمية لخرق قرار وقف إطلاق النار مئات المرات يوميا مع استحداثها لسلاح الطائرات المسيرة التي تدفع بها يوميا للتحليق فوق الساحل الغربي.

حلقت صباح اليوم الأحد ست طائرات بدون طيار لمليشيات الحوثي الإرهابية في مناطق متفرقة بمديرية التحيتا جنوب محافظة الحديدة، استمرارًا للتصعيد، رصدت القوات المشتركة أربع طائرات مسيرة فوق مركز مديرية التحيتا، وطائرتين مسيرتين بسماء منطقة الجبلية.

ارتكبت مليشيا الحوثي المدعومة إيرانيًا، خلال الساعات الماضية، 84 خرقًا للهدنة الأممية في مختلف مديريات الحديدة، وتضمنت الخروقات، أعمالا عدائية ضد المدنيين وتصعيدا عسكريا على مواقع القوات المشتركة، إلى جانب قصف واستهداف الأحياء السكنية بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة الرشاشة، وركزت في خروقاتها الميدانية، على توجيه ضربات للأحياء في حيس والتحيتا والجبلية والفازة والدريهمي.

وبالتوازي مع تلك الجرائم، هربت عناصر لمليشيا الحوثي الإرهابية، اليوم الأحد، من على خطوط التماس غرب مدينة الدريهمي، في محافظة الحديدة، عقب اشتباكات عنيفة مع القوات المشتركة.

دفعت المليشيا المدعومة من إيران، خلال ساعات الصباح، بالعشرات من عناصرها لاستحداث تحصينات بين مزارع النخيل في خطوط التماس غرب المدينة، تحت غطاء ناري مكثف بالأسلحة الرشاشة والمدفعية.

وردت القوات المشتركة على عدوان المليشيا الإرهابية، وأوقعت قتلى وجرحى في صفوف عناصرها، وأجبرتهم على الهروب، بعد مواجهات عنيفة.