الأمم المتحدة لم تعد قادرة على القيام بأدوارها في الحديدة
برهنت مواقف المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث تجاه ما ترتكبه المليشيات الحوثية من انتهاكات يومية بحق المدنيين العزل في محافظة الحديدة على أن المنظمة الأممية أضحت غير قادرة على القيام بأدوارها في الساحل الغربي بعد أن رعت اتفاق ستوكهولم بين الشرعية والمليشيات الحوثية قبل عامين تقريبا، وهو ما انعكس على تقليص أعداد بعثاتها إلى المحافظة.
يبدو من الواضح أن الأمم المتحدة فقدت قدراتها السياسية في التأثير على مجمل الأوضاع ولم تعد مواقفها مما يجري على أرض الواقع ذات قوة قادرة على إحراج المليشيات الحوثية أمام المجتمع الدولي، كما أن مشاركة المبعوث الأممي في جلسات مجلس الأمن أثناء إحاطته الدورية لم تعد ذات جدوى لأنها لم تحمل العناصر المدعومة من إيران صراحة نتيجة ما آلت إليه الأوضاع الحالية في الساحل الغربي.
لعل ذلك كان سببا في أن يتعامل المجتمع الدولي مع ما يحدث في الحديدة على أنه صراع عسكري بين جانبين من التفرقة بين الطرف المعتدي والمعرقل والمخترق لهدنة الحديدة وبين طرف آخر يلتزم بالاتفاق ويدافع عن نفسه ويتصدى للعمليات الإجرامية التي تطال المواطنين المدنيين بشكل يومي، الأمر الذي يفقد الأمم المتحدة حيادها الذي من المفترض أن تكون عليه للتعامل مع الوضع الراهن.
ضعف الأمم المتحدة كان سببا مباشرا في أن يصبح اتفاق ستوكهولم حبرا على ورق من دون أن يجري تطبيقه على أرض الواقع بالمقارنة مع جهود التحالف العربي التي أدت في النهاية إلى إنزال اتفاق الرياض على الأرض، وهو ما يبرهن على أن المنظمة الأممية تقاعست عن القيام بأدوارها.
واكتفى المبعوث الأممي لليمن مارتن غريفيث بالتعبير عن قلقه جراء تصاعد ما وصفه بالانتهاكات الأخيرة لوقف إطلاق النار في الحديدة، وشدد على جميع الأطراف الالتزام بوقف إطلاق النار وحماية المدنيين بموجب القانون الدولي، من دون أن يحمل العناصر المدعومة من إيران مسؤولية ارتكاب الحادث الغاشم.
وأشار في بيان، مساء اليوم الاثنين، إلى تقارير وقوع خسائر فادحة في أرواح المدنيين بما يتضمن أطفالا، في إشارة لقصف مليشيا الحوثي الإرهابية لقاعة أفراح في الحديدة، ومصرع وجرح 14 من النساء والأطفال.
وتستغل المليشيات الحوثية هذا الموقف المخزي لترتكب جرائمها الإرهابية، وتواصل استهداف سكان محافظة الحديدة، بشكل يومي، وسط سقوط عشرات الضحايا بين شهداء ومصابين.
وشهدت المناطق السكنية شرق مدينة الحديدة، اليوم الاثنين، عدوانًا لمليشيات الحوثي الإرهابية، استهدف المدنيين، وأطلقت المليشيا المدعومة من إيران نيرانها على المناطق السكنية في شارع الخمسين وكيلو 16، بالأسلحة المتوسطة بصورة كثيفة.
أطلقت مليشيا الحوثي الإرهابية، اليوم الاثنين، 11 طائرة بدون طيار (مُسيرة) بسماء محافظة الحديدة، ورصدت القوات المشتركة الطائرات المُسيرة فوق منطقة الجبلية ومدينة التحيتا، ومدينة حيس.
وشهدت الفترة الماضية، تصعيدًا من مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، تجاه المدنيين في مختلف أنحاء المحافظة، لدفع الأهالي إلى النزوح.