أدوار إرهابية متبادلة بين الإخوان والحوثي
رأي المشهد العربي
لا يمكن النظر إلى تصعيد مليشيات الحوثي الإرهابية في شمال الضالع بمعزل عن بدء حكومة المناصفة أعمالها مطلع الأسبوع الحالي وما ترتب على ذلك من سحب قوات مليشيات الإخوان من جبهة أبين وتدخل التحالف العربي بحسم لتنفيذ جزء من الشق العسكري من اتفاق الرياض.
على مدار العامين الماضيين تضاعف حجم التنسيق العسكري بين مليشيات الحوثي والإخوان الإرهابية ولعل قدرة القوات المسلحة الجنوبية على فضح هذا التنسيق من خلال إلقاء القبض على بعض المرتزقة من مليشيات الإخوان الذي كانوا يقاتلون مع المليشيات الحوثية في جبهة الضالع كشف هذا المخطط مبكرًا، لكن هذا التنسيق أخذ أبعادا أخرى بعد التوقيع الأولي على اتفاق الرياض قبل 14 شهرا تقريبا.
بعد أن شعرت إيران بأن الخطر يقترب من مليشياتها دأبت على دفع الحوثيين لزيادة وتيرة التنسيق مع مليشيات الإخوان التي هيمنت على قوات الجيش اليمني من أجل تسليم وتسلم الجبهات وحدثت فضيحة الانسحاب من الجوف وتمدد الحوثي إلى مناطق واسعة في مأرب واستمر التعايش السلمي بين الطرفين في تعز، ما استهدف بالأساس ضمان الحوثي السيطرة على محافظات الشمال مقابل اتجاه مليشيات الإخوان إلى الجنوب.
خلال العام الماضي شهدت جبهات الجنوب هجمات متزامنة بين الحوثي والإخوان في محاولة فاشلة لتشتيت القوات المسلحة الجنوبية، وفي الوقت الذي كانت تحاول فيه الشرعية الإخوانية اختراق العاصمة عدن صعّدت المليشيات الحوثية جرائمها في جبهة الضالع، ولم يؤثر لجوء القوات الجنوبية إلى تأمين جبهة أبين على تماسك جبهة الضالع، بل الذي حدث أن رؤية الجنوب هي التي انتصرت بإرغام الشرعية على تنفيذ اتفاق الرياض.
برهنت اتفاقات تبادل الأسرى المتتالية بين الطرفين خلال الأشهر الماضية على أن التنسيق وصل إلى مراحل متقدمة، خاصةً وأن تلك الاتفاقيات لم ينتج عنها تطور مماثل بشأن الحل السياسي، ما يعني أن أهدافها تحقيق مصالح الطرفين وكسب ود أنصارهما بما يحافظ على استمرار التنسيق والتحالف بينهما.
بعثرت ولادة حكومة المناصفة، أوراق الطرفين وشباكهم التي نصبوها لحصار الجنوب على جبهاته، مع انحسار هيمنة حزب الإصلاح الإخواني على الحكومة، واضطراره إلى إسكات جبهة أبين، مجبرًا تحت الضغط الإقليمي، ليتراجع خطوة تاركًا المجال لمليشيا الحوثي المدعومة من إيران، تشن قصفًا صاروخيًا مروعًا استهدف مطار العاصمة عدن، في سيناريو اعتاد الحليفان (الإخوان والحوثيون) على استخدامه لإبقاء الجنوب في حالة عدم استقرار، واستنزاف مقدراته في الجبهات.