مصالحة الخليج وقضية الجنوب
رأي المشهد العربي
جذبت المصالحة الخليجية التي وُقِّعت خلال قمة العلا بالمملكة العربية السعودية أنظار الجميع، باعتبار أن هذه الخطوة المهمة مرتبطة بكافة قضايا المنطقة المتداخلة فيما بينها والمتشابكة أيضًا.
إحدى هذه القضايا بالتأكيد هي قضية الجنوب الذي يطالب شعبه باستعادة دولته وفك الارتباط، وهذا مطلب وتحرك لا يمكن أن يحيد عنه أي جنوبي، سواء شعبًا أو جيشًا أو قيادة.
تداخل قضية الجنوب مع المصالحة هو دعم قطر بالمال والسلاح أحد أكثر التنظيمات عداءً للجنوب، وهو تنظيم الإخوان الإرهابي الذي يشن حربًا مسعورة على الجنوب بغية احتلال أراضيه.
مصالحة قطر لا تعني بأي حال من الأحوال نهاية الشر الإخواني الذي لوث عليل المنطقة برمتها، بما في ذلك الجنوب، ويبدو أن مرحلة ما بعد توقيع وثيقة التصالح تستلزم مراقبة جدية ودقيقة لما سيقدم عليه النظام القطري، وهل سيوقف دعمه المالي والتسليحي للإخوان من عدمه.
الجنوب شأنه شأن العديد من الدول التي تضررت بإرهاب الإخوان، سيراقب ما ستقره قطر في هذا المجال، لا سيما أن علاقات الدوحة ليست مقتصرة فقط على الإخوان لكنها دعمت المليشيات الحوثية في عدوانها على الجنوب في جبهة الضالع.
الجانب الأهم أن الجنوب لا يحمل سياسة عدائية، لكنه يدافع عن أمنه واستقراره وحق شعبه في تنفيذ قراره بعدما حدد مصيره بالفعل، سيرًا وراء المجلس الانتقالي نحو تحقيق الحلم الأكبر.
قطر إن كانت جادة في تنفيذ المصالحة، فإنها مطالبة بالعمل على وقف دعم تنظيم الإخوان سواء في عدوانه على الجنوب أو في غيره من الدول، وهذا الأمر قد يمثل بداية حقيقية لرحلة استقرار كاملة، تنشدها شعوب المنطقة.