حكومة المناصفة تدفع الإصلاح للارتماء في أحضان الحوثي

الأحد 10 يناير 2021 20:17:00
testus -US

وجد حزب الإصلاح نفسه مرغما على الارتماء في أحضان المليشيات الحوثية بشكل علني بعد أن خرجت حكومة المناصفة إلى النور وفقد هيمنته على الشرعية، إذ أن محاولاته الساعية لإفشال اتفاق الرياض على مدار الأشهر الماضية فشلت على الأرض وبالتالي فإن العناصر الإخوانية لم تجد لنفسها موقعا سياسيا من الإعراب سوى التحالف المباشر مع المليشيات الحوثية الإرهابية.

على مدار الأيام الماضية توالى وصول عناصر من حزب الإصلاح إلى صنعاء الواقعة تحت هيمنة المليشيات الحوثية والتي تنطلق منها عملياتها الإجرامية في مناطق متعددة، وهو ما يشي أن هناك تنسيقا إخوانيا حوثيا على مستويات أعلى سيظهر إلى العلن خلال الأيام المقبلة، وأن تبنى مليشيات الإصلاح مواقف رمادية من التحالف العربي لم تعد قائمة بعد وأن العداء المباشر يبدو أنه سيكون الصيغة الحاكمة في علاقته مع محور الاعتدال العربي.

يرى مراقبون أن عناصر الإصلاح فقدوا مناصبهم السياسية في الشرعية ولم يعد لهم تواجد يذكر في جبهات الشمال بعد أن توغلت المليشيات الحوثية في مناطق عديدة كانت خاضعة لسيطرة الحزب الإخواني، كما أنهم فقدوا جزءا كبيرا من حضورهم في الجنوب بفعل إرغامهم على الانسحاب من محافظة أبين، وبالتالي فإنه لم يعد أمامهم سوى المليشيات الحوثية بحثا عن مكاسب جديدة من الممكن أن تُعيد للحزب توازنه.

تبحث مليشيات الإخوان عن بناء تحالفات جديدة مع الحوثيين من أجل الدخول في دائرة القوى المتحالفة مع إيران وأخواتها وذلك بعد أن فشل التقارب مع عناصر القاعدة في الحفاظ على الحضور الإخواني في الجنوب، وأدرك حزب الإصلاح أن التعاون مع المليشيات الحوثية وحدها ليس كافيا من أجل تحقيق مكاسب لها بعد أن تفتت قواها السياسية وفشلت قوتها العسكرية في تحقيق أي انتصارات تذكر في مواجهة القوات المسلحة الجنوبية.

يعد وصول عناصر تنظيم الإخوان إلى صنعاء نكاية في التحالف العربي والجنوب، إذ أن التحالف استطاع أن ينتزع شوكة الإصلاح التي ظلت مهيمنة على الشرعية طيلة السنوات الماضية، كما أن الجنوب حقق انتصارا عسكريا وسياسيا على الحزب في مرات عديدة، وبالتالي فإنه وجد التصعيد الحوثي ضد الجنوب فرصة لمزيد من تنسيق المواقف السياسية والعسكرية بالطبع.

وصل إلى مدينة صنعاء الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية، قيادي بارز في حزب الإصلاح (الذراع السياسية لتنظيم الإخوان الإرهابي)، في إطار مسلسل عودة القيادات الإخوانية إلى أحضان المليشيا.

وكشف مصدر مطلع في صنعاء لـ "المشهد العربي"، عن وصول القيادي الإخواني المدعو مسفر بن علي شافعة ‏مستشار محافظ الجوف، إلى صنعاء مع مرافقيه.

وأضاف المصدر أن القيادي الإخواني التقى قيادات في مخابرات المليشيا الحوثية المدعومة من إيران، مشيرًا إلى أن بن شافعة كان على اتصال مع القيادات الحوثية منذ أكثر من ستة أشهر.

وقبل أسبوعين تقريبا، عاد إلى صنعاء الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، قياديان في حزب الإصلاح الإخواني، وبحسب مصادر مطلعة فإن القيادي في حزب الإصلاح محسن زياد والقيادي الإخواني في لواء الحزم بمحافظة الجوف، محمد عبدالله السامعي عادا إلى صنعاء للانضمام إلى صفوف المليشيات الحوثية.

وأضافت المصادر أنَّ مليشيا الحوثي كانت على اتصال مع القيادي الإخواني في لواء الحزم السامعي منذ سقوط مدينة الحزم بيد الحوثيين.

تُضاف هذه الخطوة إلى سلسلة طويلة من الانشقاقات العسكرية التي أجرتها قيادات إخوانية إرهابية، انضمت إلى صفوف المليشيات الحوثية، على نحوٍ فضح خبث نوايا هذا الفصيل الإرهابي.