سعودية الخير في اليمن.. جهود مسام التي تعطي فرصة للحياة
إذا أتيحت فرصة لملايين السكان أن يقدّموا "عبارة شكر"عن جهد إغاثي بطولي تبذله السعودية، ستكون هي الملحمة التي تُسطرها المملكة في إطار نزع وتفكيك الألغام الحوثية.
السعودية حملت على كاهلها مهمة إنسانية بامتياز، رمت إلى إنقاذ السكان من براثن الإرهاب الغاشم الذي غرست بذوره المليشيات الحوثية بغية تكبيد المدنيين كلفة إنسانية لا يُمكن أن تحتمل.
مهمة الإنقاذ هذه ينفّذها على الأرض رجال لا يهابون الموت، هم أبطال مشروع "مسام" الذي دشّنته السعودية ويعمل على تفكيك ونزع الألغام التي توحّش الحوثيون في زراعتها على صعيد واسع.
و"مسام" مشروع إنساني بحت، يهدف إلى تطهير الأراضي من الألغام والذخائر غير المنفجرة التي أودت بحياة الآلاف من الأطفال والنساء والشيوخ، وقد جاء استمرارًا لجهود السعودية في الأعمال الإنسانية، لتطهير الأراضي من الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة، وتدريب كوادر قادرة على نزع الألغام.
وتقول إدارة "مسام" بأنّ المشروع يهدف إلى تطهير مناطق آمنة للسماح بعبور المساعدات الإنسانية وإيصال الإمدادات الطبية للمتضررين من اعتداءات مليشيا الحوثي الإرهابية.
ويعمل المشروع، على ثلاثة مراحل تشمل البدء بعمليات التحرك السريع للاستجابة للحالات الطارئة وتطهير المنطقة من الألغام والذخائر التي لم تنفجر، والتدريب وتجهيز الفرق المحلية، والقيام بعمليات التطهير الشاملة بما يتماشى مع المعايير الدولية المتعلقة بنزع الألغام.
ولا يبخل رجال "مسام" بأي نقطة عرق أو تقل عزيمتهم عن العمل على تفكيك هذه الألغام، حيث نزعت فرق المشروع منذ نشأته حتى الآن 60 ألفًا و530 لغمًا مضادًا للدبابات، وألفين و779 لغمًا مضادًا للأفراد.
بالإضافة إلى ذلك، تمكّن رجال مشروع مسام أيضًا من تفكيك خمسة آلاف و834 عبوة ناسفة، و140 ألفا و929 ذخيرة غير منفجرة، في الفترة نفسها.
مشروع "مسام" يعمل تحت مظلة مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، لا يختص فقط بعملية نزع الألغام وإتلافها، بل يمتلك فرقًا خاصة لجمع القذائف غير المنفجرة والتي حولها الحوثيون إلى عبوات ناسفة تستخدم غالبا لنسف الجسور ومنازل السكان.
وفيما طال منطقة الساحل الغربي كثير من هذا الإرهاب الحوثي المتوحّش، فإنّ المشروع يعمل بـ16 فريقًا هندسيًّا موزعين على مديريات ذباب، والمخا، وباب المندب، والدريهمي، إلى جانب موزع، والوازعية، والخوخة، وحيس، ويختل.
الدور الكبير الذي يلعبه مسام في هذا الإطار ينبعث من كون أنّ المليشيات الحوثية زرعت كميات ضخمة من الألغام، وُصِفت بأنّها "حدائق الموت"، حيث توسّعت المليشيات في زراعة الألغام والعبوات الناسفة مختلفة الأحجام والأشكال، وهو ما شكّل استهدافًا مروّعًا لحياة السكان.