هجوم اليدومي على حكومة اتفاق الرياض.. بحث إخواني عن وصاية عفا عليها الزمن
يبدو أنّ حزب الإصلاح الإخواني لا يزال يعيش وهم الماضي، مانحًا نفسه فرصة لعب دور الوصاية على حكومة المناصفة، في محاولة لأن تكون الكلمة العليا على الحكومة للإخوان وهو أمرٌ قد عفا عليه الزمن.
الحديث عن تصريحات أطلقها رئيس الهيئة العليا لحزب الإصلاح الإخواني المدعو محمد اليدومي الذي خرج ليلعب دور الوصي على الحكومة التي تمّ تشكيلها وفقًا لما نصّ عليه اتفاق الرياض الموقّع في نوفمبر 2019، وهو أمر غير مستغرب في ظل الوهم الذي يعيشه الإخوان برغبتهم في عودة الزمن إلى الوراء.
تصريحات اليدومي تضمّنت شن هجوم حاد على الحكومة، حيث زعم رئيس "الإصلاح" أنّ الحكومة لم تنجز شيئًا وأنّها أصبحت غير دستورية، وعمل على توجيه رسائل توّجه عمل الحكومة وترسم لها أطر سياساتها وتحركاتها.
اليدومي من هذا المنطلق، يسعى لأن يُسيّر حكومة المناصفة لتعمل وفقًا لما يراه الإخوان،في محاولة من هذا "الإرهابي" ليكون للإخوان الكلمة العليا، استنساخًا لما جرى طوال السنوات الماضية، وهو أمرٌ يضمن لحزب الإصلاح تحقيق أجندته الخبيثة التي تتضمّن عداءً كاملًا ضد الجنوب.
هجوم الإخوان على الحكومة يأتي بعد أيام من عمل إرهابي تزامن مع وصول الوزراء عدن، وهو الهجوم الإرهابي الذي حدث في مطار العاصمة فور وصول الطائرة، في هجوم فاحت منه رائحة حوثية - إخوانية.
هذه التطورات تعني أنّ المليشيات الإخوانية تستهدف مسار اتفاق الرياض سواء من خلال عمليات إرهابية بالتنسيق مع المليشيات الحوثية، وهو أمرٌ غير مستغرب بالنظر إلى العلاقات سيئة السمعة التي تجمع بين هذين الفصيلين الإرهابيين، وفي الوقت نفسه يعمل حزب الإصلاح على ضرب الحكومة سياسيًّا من خلال توجيه دفة الهجوم عليها.
"الإصلاح" يحاول من خلال هذه التحركات الخبيثة، العمل على بعثرة الأوراق أمام مسار اتفاق الرياض، وهذا راجع إلى أنّ الحزب الإخواني هو المتضرر من هذا المسار الحيوي، الذي يساهم بشكل رئيسي وكامل في ضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية، بعدما شوّهها الإخوان طوال الفترة الماضية.
وبات واضحًا أنّ المليشيات الإخوانية تحاول بشتى السبل الانقضاض على الوضع القائم سواء سياسيًّا أو عسكريًّا لتضمن موطئ قدم بما يخدم نفوذ هذا الفصيل الإرهابي في المرحلة المقبلة.
وبالنظر إلى أهمية فرض الاستقرار السياسي الذي يُحقّقه اتفاق الرياض، فمن الضروري الانتباه جيدًا لبنود المؤامرة الإخوانية الخبيثة التي تستهدف ضرب هذا المسار بشكل كامل، وبات من اللازم تفويت الفرصة على حزب الإصلاح الذي يسعى بشتى السبل للعمل على فرض وصايته على الوضع القائم.