جريفيث في مجلس الأمن.. إحاطة تُطلع العالم على المأساة
مع كل اجتماع لمجلس الأمن يقدم فيه المبعوث الأممي مارتن جريفيث إحاطة جديدة حول اليمن، فإنّ الآمال تتجدّد دفعًا نحو أنّ تمثّل هذه الخطوة دفعة حقيقية للمجتمع الدولي سواء للدفع نحو تحقيق السلام أو تكثيف العمل الإغاثي لانتشال الملايين من المأساة.
ويعقد مجلس الأمن، مساء غدٍ الخميس، جلسة جديدة تناقش آخر المستجدات والتطورات على صعيد الأزمة في اليمن، سواء فيما يتعلق بالأوضاع السياسية أو العسكرية فضلًا عن الجانب الإنساني المتردي.
وبعيدًا عن التصريحات "المعتادة" التي تتكرر كثيرًا في مثل هذه المحافل، فإنّ إحاطة جريفيث تأتي في أجواء مغايرة هذه المرة، فالمبعوث الأممي يخوض حراكًا ملحوظًا في هذه الآونة، محاولًا الاستفادة من حالة الزخم التي تحقّقت من تشكيل حكومة المناصفة طبقًا لما نصّ عليه اتفاق الرياض.
وقبل هذه الجلسة المهمة، فقد تم الكشف عن توجه البعثة الأممية لدعم اتفاق الحديدة "أونمها" لطرح اقتراح بإقامة منطقة منزوعة السلاح في خطوط التماس بالمدينة، علمًا بأنّ هذا المقترح لا يزال خطوة فردية، بدون التشاور مع الفريق الحكومي، بعد توقف المناقشات منذ شهور.
وفيما لا يمكن توقع ما يمكن أن تسفر عنه هذه التحركات، فإنّ المرحلة المقبلة تتطلب دفعًا قويًّا من قِبل الأمم المتحدة من أجل إحلال السلام بشكل عاجل وضروري، لكن شريطة اتخاذ الإجراءات اللازمة التي تُجبِر المليشيات على احترام مسار السلام، حتى لا يتكرّر الفشل الذي لحق بمسار اتفاق الرياض.
إنسانيًّا، فاجتماع مجلس الأمن من المؤكّد أنّه سيتناول تطورات الأزمة المعيشية الناجمة عن الحرب في اليمن، وسيُطلع جريفيث المجتمع الدولي على أرقام توثّق هول المأساة في انتظار أن يساهم هذا الإعلان في دفع المجتمع الدولي نحو تكثيف جهوده الإغاثية مع اتخاذ الإجراءات التي تضمن وصول المساعدات إلى مستحقيها حتى لا يطالها النهب الحوثي.
ويوثّق العديد من التقارير الأممية هول الأزمة الإنسانية الناجمة عن الحرب الحوثية، والحديث تحديدًا عن تفشي أزمات الجوع والفقر والمرض وغياب الرعاية الصحية والمجتمعية وهي أزمات تؤثر على ملايين السكان، وعلى صعيد جغرافي كبير الامتداد.
ومؤخرًا، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونسيف" أنَّ هناك أكثر من 12 مليون طفل بحاجة إلى مساعدة إنسانية، وأضافت: "يسير اليمن رويدا رويدا نحو ما وصفه الأمين العام للأمم المتحدة بأنه قد يكون اسوأ مجاعة يشهدها العالم منذ عقود، ما يعني أن الخطر على حياة الأطفال بات أكبر من أي وقت مضى".
ووصلت معدلات سوء التغذية الحاد بين الأطفال في بعض المناطق إلى مستويات قياسية، مسجلة زيادة بنسبة 10 بالمئة فقط هذا العام، وفق المنظمة التي أشارت إلى أنّ اليمن بلد رهين للعنف والألم والمعاناة.
كما أن الاقتصاد يترنح ووصل النظام الصحي إلى حافة الانهيار منذ سنوات، وكان عدد لا يحصى من المدارس والمستشفيات ومحطات ضخ المياه وغيرها من البنى التحتية العامة الحيوية، قد تضررت أو تدمرت جراء القتال، وهناك تجاهل فاضح وصادم للقانون الإنساني الدولي.