مسارات الرد على تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية.. إيران تأمر والمليشيات تنفذ
فيما أحدث القرار الأمريكي بتصنيف المليشيات الحوثية تنظيمًا إرهابيًّا هزة كبيرة في هذا المعسكر، فإنّ إيران - باعتبارها الداعم الأول لهذا الفصيل الإرهابي - بدأت رسم ملامح الرد على هذه الخطوة.
الحديث عن توجيهات أصدرها القيادي في الحرس الثوري الإيراني حسن إيرلو المعين سفيرًا لإيران لدى مليشيا الحوثي الإرهابية في صنعاء، وجّهها إلى القيادات الحوثية بشأن التعامل مع أزمة القرار الأمريكي بتصنيف الحوثيين منظمة إرهابية.
"المشهد العربي" علم من مصدر مطلع أنّ السفير الإيراني يشرف شخصيًا على هذا الملف وعقد سلسلة لقاءات مع قيادات المليشيات في صنعاء للتعامل مع القرار.
وعقد السفير الإيراني سلسلة اجتماعات مكثفة مع القيادات الحوثية في مبنى السفارة الإيرانية وخارجها لمناقشة مواجهة القرار الأمريكي، وشدد على مواجهة القرار الأمريكي من خلال مسارين، الأول الداخلي ويقوم على حملة سياسية وإعلامية تقلل من أهمية القرار، واضعا عددا من المحددات للسياسيين ووسائل الإعلام الحوثية لتناول هذا القرار.
ويتضمّن المسار الثاني، التحرك خارجيا لدى المنظمات الدولية للتحذير من عواقب القرار على الأزمة الانسانية من خلال القيادات الحوثية المتواجدة خارج اليمن، كما وعد بدعم إيراني للتحرك في هذا المجال.
إقدام السفير الإيراني على هذه الخطوة يعطي دلالة شديدة الوضوح على أنّ المليشيات الحوثية تمثّل ذراعًا إيرانيًّة يتم تحريكها واستخدامها بما يخدم المشروع الفارسي في المقام الأول.
في الوقت نفسه، فإنّ رسم هذين المسارين من قِبل إيران هو تعبير عن جولة جديدة في الحرب الباردة التي تجمع بين واشنطن وطهران، ومن غير المستبعد أن تتطور الأمور بشكل أكثر تعقيدًا في المرحلة المقبلة.
إصرار إيران على حماية المليشيات الحوثية من هذه الخطوة الأمريكية أمرٌ يرتبط بشكل مباشر بمدى العلاقة بين الجانبين، فالأجندة الإيرانية تقوم بشكل مباشر على غرس بذور إرهابية في المنطقة، لتكوين شبكة عنكبوتية توسّع من النفوذ الفارسي على الأرض.
وبالحديث عن السفير إيرلو على وجه التحديد، فإنّ الرجل دائمًا ما يوجّه تعليمات وتوجيهات للمليشيات الحوثية، تجلّى ذلك مثلًا فيما جرى مؤخرًا بعقده محاضرات لقيادات عسكرية وسياسية حوثية، في إطار ما تسمى "الدورات الثقافية التنشيطية" للقيادات العليا والمتوسطة والدنيا.
محاضرات السفير الإيراني ركزت على ما يسمى محور المقاومة الذي تقوده إيران، والدور الذي تلعبه المليشيات الحوثية في هذا المحور، بالإضافة إلى التركيز على أهمية البحر الأحمر في الصراع، وهذه المحاضرات هي عبارة عن تعليمات وموجهات عسكرية وسياسية في هذه المرحلة.
يُشير كل ذلك إلى أنّ إقدام واشنطن على تصنيف الحوثيين تنظيمًا إرهابيًّا ليس نهاية الطريق، ومن الوارد بقوة أن يكون الرد الحوثي الإيراني على هذه الخطوة أكثر عنفًا ودموية، وهو ما يفرض ضرورة الانتباه جيدًا للسيناريوهات المقبلة.