خروقات الحوثي في الحديدة.. المليشيات تُجهِض تحركات جريفيث نحو السلام

الخميس 14 يناير 2021 22:20:00
testus -US

في الوقت الذي يضاعف فيه المبعوث الأممي مارتن جريفيث من جهوده الرامية إلى إحداث حلحلة سياسية، فإنّ المليشيات الحوثية سرعان ما ردّت على ذلك بالتمادي في التصعيد العسكري.

مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، ارتكبت خلال الساعات الماضية 88 خرقًا للهدنة الأممية في محافظة الحديدة، استهدفت في غالبيتها المدنيين.

ووقعت الانتهاكات التي ارتكبتها مليشيات الحوثي ورصدتها القوات المشتركة، في مناطق متفرقة بمحافظة الحديدة، تركزت في الفازة والجبلية ومركز مدينة التحيتا وحيس.

التصعيد الحوثي الذي دائمًا ما يُكبّد المدنيين كلفة إنسانية شديدة البشاعة يأتي بالتزامن مع حراك يخوض جريفيث غماره بغية التوصّل إلى حل سياسي للأزمة التي طال أمدها أكثر مما يُطاق.

وهذا الأسبوع، تم الكشف عن توجه البعثة الأممية لدعم اتفاق الحديدة "أونمها" لطرح اقتراح بإقامة منطقة منزوعة السلاح في خطوط التماس بالمدينة، علمًا بأنّ هذا المقترح لا يزال خطوة فردية، بدون التشاور مع الفريق الحكومي، بعد توقف المناقشات منذ شهور.

وسبق أن عقدت البعثة الأممية اجتماعات متتالية في صنعاء مع مليشيا الحوثي، لكنّها لم تطرح نتائجها على الجانب الحكومي الذي يرفض إعادة ممثليه إلى اللجنة المعنية بالإشراف على إعادة تنسيق انتشار القوات في مدينة الحديدة.

في الوقت نفسه، فإنّ التصعيد الحوثي الغادر جاء قبل ساعات قليلة من عقد مجلس الأمن اجتماعًا بشأن الأزمة في اليمن، تشهد مناقشة للتطورات السياسية والإنسانية لهذه الأزمة المعقدة.

يُشير ذلك إلى أنّ المليشيات الحوثية تبعث برسالة إلى المجتمع الدولي بأنّها مصرة على التصعيد العسكري بغية إطالة أمد الحرب، ما يعني أنّ أي انتظار لجنوح حوثي نحو السلام ووقف الحرب سيطول.

من هذا المنطلق، فقد بات لزامًا على المجتمع الدولي أن يتعلم من التعامل الخاطئ مع اتفاق السويد، حيث أثبتت هذه التجربة أنّ المليشيات الحوثية لا يمكن أن تجنح من نفسها نحو تحقيق السلام، لكن الأمر يبقى مشروطًا بممارسة أكبر قدر من الضغوط على هذا الفصيل الإرهابي.