صفقات تبادل الأسرى.. ارتماء إخواني خبيث في أحضان الحوثي
من جديد، عادت صفقات تبادل الأسرى لتفضح علاقات التقارب بين نظام الشرعية المخترق إخوانيًّا والمليشيات الحوثية، في تنسيق خبيث يحمل الكثير من الدلالات.
ففي التفاصيل، عقدت مليشيا الحوثي الإرهابية ومليشيا الإخوان التابعة لنظام الشرعية، صفقة لتبادل الأسرى، في مثلث الجوف – صعدة - عمران.
وفيما تكتّم نظام الشرعية على إعلان تفاصيل هذه العملية، فقد تمّ الإعلان فقط عن إطلاق عشرة من أفرادها في مؤشر على إطلاق سراح عشرات من عناصر المليشيات الحوثية الإرهابية.
ودائمًا ما تعلن مليشيا الحوثي الإرهابية، إطلاق سراح أعداد كبيرة من أسراها بشكل أحادي دون تعليق من نظام الشرعية، الذي يُفضّل إبقاء العلاقات سرية.
إقدام نظام الشرعية على التمادي في علاقات التقارب مع المليشيات الحوثية، وذلك من خلال التوسّع في صفقات تبادل الأسرى فيما بينهما أمرٌ يبرهن على مدى السياسة العبثية التي تُسيِّرها المليشيات الإخوانية.
فبدلًا من أن تكون بوصلة نظام الشرعية على محاربة الحوثيين من أجل استرداد أراضيه من قبضة المليشيات الموالية لإيران، يعمل هذا النظام "الإخواني" على التقارب أكثر مع المليشيات.
علاقات الإخوان بالحوثيين لم تقتصر عند حد تبادل الأسرى فيما بينهما، لكنّ هناك علامات أكثر وضوحًا تتجلّى بشكل صريح في إقدام المليشيات الإخوانية على تسليم المواقع الاستراتيجية وتجميد الجبهات الحيوية مع المليشيات الحوثية، وهو ما مكَّن الأخيرة من التمدّد على الأرض بشكل أكبر.
التنسيق الحوثي الإخواني طال أيضًا الوضع "الاقتصادي"، فالعديد من الاستثمارات التي يملكها قيادات إخوانية في مناطق الحوثيين تحظى برعاية شاملة وكاملة من المليشيات الموالية لإيران.
ولا أدل على حجم التقارب الحوثي الإخواني من إقدام الكثير من عناصر بل وقيادات بحزب الإصلاح على الانضمام إلى صفوف المليشيات الحوثية، والانتقال إلى صنعاء بشكل علني ومفضوح.
كل هذه التحركات الإخوانية من المؤكّد أنّ لها الكثير من التبعات، فمن جانب برهنت على أنّ بوصلة نظام الشرعية ليست موجّهة ضد المليشيات الحوثية وأنّ المليشيات الإخوانية غير منشغلة أبدًا باسترداد أراضيها من قبضة المليشيات التابعة لإيران.
في الوقت نفسه، فإنّ السياسة العبثية التي يتبعها نظام الشرعية كبّدت التحالف العربي تأخُّر حسم الحرب على المليشيات الحوثية، بعدما سُنِحت الفرصة أمام "الأخيرة" لتتوسّع ميدانيًّا بشكل واسع النطاق.