عبث هادي بالسلطة يطيل أمد الصراع في اليمن

الاثنين 18 يناير 2021 18:00:00
testus -US

رأي المشهد العربي

لا تتورط المليشيات الحوثية بمفردها في إطالة أمد الصراع القائم في اليمن، إذ أن هناك أطرافا عديدة لديها مصلحة مباشرة في أن تستمر الحرب إلى ما لا نهاية، على رأس تلك الأطراف القوى الإقليمية المعادية التي تنتظر الفرصة المناسبة لتنغمس بشكل أكبر في الصراع وفي القلب منها قطر وتركيا، إلى جانب مليشيات الإخوان التي ستحاول استعادة نفوذها مجددًا في الشرعية، نهاية بالرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي الذي سيفقد منصبه مباشرة حال التوجه إلى الحل السياسي.

يدرك الرئيس المؤقت أن بقاءه في السلطة طيلة هذه السنوات ما كان ليستمر دون استمرار الصراع لأن انتهاءه يعني الذهاب إلى إجراءات ديمقراطية بالطبع لن يكون بإمكانه أن يكون جزءًا منها لأسباب عديدة على رأسها عبثه المستمر في السلطة وتسليمه مقاليد الأمور إلى تنظيم الإخوان الإرهابي وتحَوله إلى دُمية بيد عناصر فاسدة قادت اليمن ليصبح على رأس الدول الفاشلة والأكثر فقرًا، هذا بالطبع إلى جانب الحرب الحوثية المستمرة للعام السادس على التوالي.

يظهر أمام الجميع أن هادي يستخدم جميع الأدوات التي من شأنها بعثرة أوراق الحل في اليمن وضمان عدم انتهاء الحرب، إذ أنه استعان بجنرال الإرهاب علي محسن الأحمر ليكون نائبًا له في حين أنه يدرك أن هذا الشخص من ساهم في تسليم صنعاء إلى المليشيات الحوثية، ومن ثم فإنه وافق على أن يأتي على رأس قوات الجيش شخص ليس له دراية عسكرية ولديه مخالفات فساد جسيمة سابقة وهو المدعو محمد علي المقدشي الذي أكمل مهمة تسريح قوات الجيش وجاء بمرتزقة ينتمون إلى حزب الإصلاح ليتحول الجيش إلى مليشيات إرهابية.

هادي أيضًا اختار بعناية فريق العمل المحيط به ليكون من الفاسدين الذين يتكالبون على الاستفادة من تجارة الحرب وتوظيفها لصالح إمبراطوريات مالية لأبنائه والدائرة الضيقة المحيطة به، ولعل استعانته بأحمد عبيد بن دغر وتعيينه في منصب رئيس مجلس الشورى يؤكد ذلك الأمر إذ أن المدعو أقيل من رئاسة الحكومة وأحيل للتحقيق بعد اتهامه بارتكاب جرائم فساد، قبل أن يعينه المؤقت هادي في 23 أكتوبر 2019، مستشارًا رئاسيًّا.

تؤكد تعيينات هادي الأخيرة على أن هناك إصرارًا منه وكذلك من القوى التي تحركه على إطالة أمد الصراع في اليمن بعد أن كان اتفاق الرياض قد أنجز جزءا كبيرا من خطواته بتشكيل حكومة المناصفة التي رأت النور قبل أقل من شهر، لكنه أراد وأد تلك النجاحات التي تحققت وإعادة الأمور مجددًا إلى نقطة الصفر لتدور الأزمة اليمنية مجددًا في فلك الصراع بين مكونات الشرعية ولتبقى المليشيات الحوثية هانئة مطمئنة بأنها لن تجد من يواجه سيطرتها على عدة مناطق شاسعة في محافظات الشمال.