بيانات الحرب اليمنية.. لماذا يجب على الأمم المتحدة إعادة النظر في موقفها؟

الثلاثاء 19 يناير 2021 19:55:00
testus -US

فيما تتمادى المليشيات الحوثية في جرائمها الغادرة التي تستهدف تكبيد السكان مزيدًا من الأعباء الإنسانية التي لا تُطاق على الإطلاق، فإنّ سياسةً يمكن وصفها بـ"الرخوة" تتبعها الأمم المتحدة في التعامل مع هذا الإجرام الخبيث.

ففي الوقت الذي تعمل فيه المليشيات على شن الكثير من الاعتداءات الغاشمة والمروعة، فإنّ الأمم المتحدة تكتفي بإدانة ما يرتكبه الحوثيون من جرائم، وهو ما يمثّل رخصة صريحة ومباشرة تُفسِح المجال أمام المليشيات لارتكاب إجرامها البشع.

أحدث الخطوات الأممية في هذا الصدد تجلّت في بيان صادر عن الفريق أبهيجيت جوها رئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة (أونمها)، الذي عبّر عن قلقه من وقوع العديد من القتلى والجرحى في قصف على مديرية الحوك بمحافظة الحديدة.

البيان الذي حصل "المشهد العربي" على نسخة منه، تحدّث عن تقارير تفيد بوقوع أعداد كبيرة من النساء والأطفال بين الضحايا، وأدان جوها جميع الخروقات لاتفاق وقف إطلاق النار في الحديدة، واستهداف المدنيين، مطالبا باحترام القانون الإنساني الدولي.

وصرّح المسؤول التابع للأمم المتحدة بأنّ البعثة على اتصال بأطراف النزاع لإعادة إشراكهم من خلال آليات لضمان الالتزام بوقف إطلاق النار.

قد ينظر الكثيرون إلى هذا البيان نظرة إيجابية بالنظر لما تتضمّنه من عبارات داعية إلى وقف إطلاق النار، لكن هذه الآمال سرعان ما تتبخر بالنظر لبعض الملاحظات مما صدر عن "جوها".

يلاحظ في هذا البيان الأممي أنّ جوها لم يسمٍ الحوثيين بالاسم في الجرائم التي ترتكبها المليشيات بشكل واسع النطاق، وهذا الأمر يمثّل تغاضيًّا تمارسه الأمم المتحدة في التعامل "المنقوص" مع الإجرام الخبيث الذي تمارسه المليشيات الحوثية.

موقف جوها الذي قد يمثّل "مسكًا" للعصا من المنتصف لا يختلف كثيرًا عن موقف المبعوث الأممي مارتن جريفيث الذي كان قد رفض مؤخرًا الخطوة الأمريكية بتصنيف المليشيات الحوثية تنظيمًا إرهابيًّا، وهو موقف أثار موجة غضب عارمة خلال الفترة الماضية.

خطورة مثل هذه السياسات الأممية أنّها تمثّل رخصةً تُمنَح للمليشيات الحوثية من أجل أن تتمادى في إرهابها الخبيث وتستكمل شن المزيد من الاعتداءات التي تستهدف المدنيين، وهو ما يُعقّد من الأوضاع الإنسانية المتردية أصلًا.

وفيما تنهال الاتهامات على الأمم المتحدة في هذا النطاق فإنّ المرحلة المقبلة تستلزم تغييرًا حاسمًا في هذه الاستراتيجية بالنظر لما تحمله من مخاطر جمة فيما يتعلق بإفساح المجال أمام المليشيات نحو ارتكاب المزيد من الخسائر.