اجتماع هيئة رئاسة الشورى.. لماذا استلهم بن دغر خطاب شرعية مرسي الزائفة؟
"وحدة، وحدة، وحدة.. شرعية، شرعية، شرعية".. لا ينسى الإخوان الخطاب الشهير للرئيس المعزول "الراحل" محمد مرسي عندما انتفض ضده المصريون وطالبوا برحيله لكنّه تمسّك بالكرسي.
الموقف نفسه لا يختلف عما أقدم عليه المدعو أحمد عبيد بن دغر الذي عيّنه عجوز الشرعية "المؤقت" عبد ربه منصور هادي رئيسًا لمجلس الشورى، حيث أطلقت تصريحات شبيهة خلال اجتماع هيئة رئاسة مجلس الشورى.
ففي عبارة مكونة من بضعة أسطر، كرر "بن دغر" مصطلح الوحدة وشبيهاتها سبع مرات، في إشارة واضحة من الراجل الذي كرّمه هادي على فساده وإرهابه، على أنّه أجندته ستعادي الجنوب.
تصريح بن دغر يحمل إشارة واضحة وصريحة من نظام الشرعية بأنّ الوضع السياسي لهذا الفصيل ليس على ما يرام، وأنّ مساعيهم الخبيثة تظل رامية إلى معاداة الجنوب بشكل واضح وصريح ومحاولة العمل بشتى السبل على عرقلة مساعي شعبه نحو تحقيق حلمه المتمثّل في استعادة الدولة.
خوف بن دغر على الوحدة يعني أنّ أجندة نظام الشرعية تظل منشغلة بمعاداة الجنوب، وأنّ المنجزات السياسية والعسكرية التي حقّقها المجلس الانتقالي شكلت هاجسًا كبيرًا يرعب نظام هادي "الإخواني".
هذا الرعب الكبير الذي يسود على معسكر الشرعية راجع بشكل رئيسي ومباشر إلى أنّ المجلس الانتقالي حقّق صخبًا كبيرًا للقضية الجنوبية، واستطاع وضع الجنوب كطرف فاعل على الأرض واعتباره شريكًا في معادلة الحل الشامل.
كما أنّ "بن دغر" برهن من تصريحاته على أنّ نظام الشرعية لا يشغل بالًا بالحرب على المليشيات الحوثية، وأنّ هذه المواجهة لا تتخطّى الاستهلاك الإعلامي لتحسين صورة هذا النظام أمام المجتمع الدولي.
بالإضافة إلى ذلك، فإنّ نظام الشرعية يعيش حالةً من الرعب من حجم التلاحم الشعبي الجارف وراء المجلس الانتقالي الذي يمكن القول إنّه يُشكّل حائط صد منيعًا في مواجهة الإرهاب الخبيث الذي يستهدف قضية الوطن العادلة.
نظام الشرعية يحاول إعادة عجلة الزمن إلى الوراء، ولذلك فهو يبدي تمسّكًا بالوحدة المزعومة التي أصبحت شيئًا من الماضي، لا سيّما أنّ الجنوب لن يسمح بتجاوز مطالب شعبه الرامية إلى استعادة دولته وفك الارتباط.