الإهمال الصحي في مناطق الحوثي.. أجسادٌ تُذبَح في صمت
تواصل محافظة إب، الغرق في أتون أزمات صحية شديدة التردي تصنعها المليشيات الحوثية الإرهابية، وهو ما كبّد المدنيين كلفة مرعبة للغاية.
وأصبحت إب، الخاضعة لسيطرة الحوثيين، مسرحًا لأزمات صحية متفاقمة تُفسِح المليشيات المجال أمام تفشيها على صعيد واسع، ضمن مسلسل طويل الحلقات من العبث بالقطاع الطبي.
ففي أحدث حلقات هذه الكلفة الغاشمة والمروّعة، توفي مريض بعد خضوعه لعملية جراحية بالبنكرياس على يد طبيب عظام، وفق مصادر طبية تحدّثت لـ"المشهد العربي".
وفي التفاصيل، توفي المواطن عبدالحكيم صالح البعداني، بعد استئصال جزء من البنكرياس والتجويف البطني على يد طبيب عظام في مستشفى الشفاء بمديرية القاعدة جنوبي المحافظة.
وبحسب المصادر، فإنّ هذه العملية تعد من العمليات الجراحية المعقدة، موضحة أنه لا يمكن إجرائها إلا بواسطة استشاري جراحة عامة لديه خبرة واسعة لخطورتها على المريض.
وأكّدت المصادر عدم جاهزية المستشفى لإجراء أبسط العمليات الجراحية، معتبرة أن غياب الرقابة شجع إدارة المستشفى على تولي عمليات جراحية تحتاج إلى أجهزة خاصة واستشاريين بخبرة كبيرة.
بالإضافة إلى ذلك، عملت إدارة المستشفى على احتجاز جثمان المريض المتوفى لإجبار ذويه على سداد رسوم العمليتين التي تجاوزت قيمتهما سبعة ملايين ريال.
هذه ليست الحادثة الأولى التي تندرج في إطار عبث في المجال الصحي يتفاقم بشكل كبير للغاية، ولعل واقعة استئصال العضو الذكري للطفل محمد إدريس في عملية ختان على يد فني تخدير في مستشفى بمديرية العدين، كانت واحدة من أبشع حوادث الإهمال في الفترة الماضية.
الحرب العبثية التي أشعلتها المليشيات الحوثية يمكن القول إنّها أحدثت أزمة صحية على نطاق واسع، تخلّلها تفشي الكثير من الأمراض والأوبئة التي نهشت في عظام السكان.
وأهملت المليشيات الحوثية تقديم الخدمات الطبية على صعيد واسع، كما تعمّدت تعطيل العمل في المستشفيات وإخراجها عن الخدمة، وهو ما حرم أعدادًا ضخمة من السكان من الحصول على هذه الخدمة.
الإهمال الحوثي على الصعيد الصحي والطبي فاقم الكثير من الأعباء على السكان، وبرهن على أنّ المليشيات تمارس استهتارًا خبيثًا ضد المدنيين، وأنّ حياتهم لا تحمل أي قيمة في دستور هذا الفصيل الإرهابي.