محاصرة الحوثيين عسكريًّا.. هل تجبر المليشيات على الالتزام سياسيًّا؟
تواصل القوات المشتركة جهودها العسكرية في سبيل إجهاض المساعي الخبيثة التي تحملها المليشيات الحوثية الإرهابية الرامية إلى التصعيد العسكري، في محاولة من أجل إطالة أمد الحرب.
ففي أحدث هذه الجهود العسكرية، اندلعت خلال الساعات الماضية مواجهات عنيفة بين القوات المشتركة، وعناصر متسللة لمليشيا الحوثي الإرهابية في حيس، خلال محاولتها التقدم إلى خطوط التماس.
وفي نتائج هذه المواجهات، تمكّنت القوات المشتركة من إنزال خسائر كبيرة في صفوف عناصر المليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران، ومنعتها من التقدم.
يأتي هذا فيما أكَّد مصدر ميداني أنَّ المواجهات استمرت لساعتين بمختلف الأسلحة الثقيلة، قبل انكسار عناصر المليشيات الإرهابية، وهروبها.
ما تمارسه القوات المشتركة من نجاحات في هذا الصدد تحمل أهمية بالغة فيما يتعلق بجهودها العسكرية نحو وأد المساعي الخبيثة التي ارتكبتها المليشيات الحوثية الإرهابية، التي تصر على التصعيد العسكري بغية إطالة أمد الحرب.
الانتصارات التي تُحقّقها القوات المشتركة يمكن القول إنّها تبعث برسالة شديدة الوضوح للمليشيات الحوثية، بأنّها مهما أصرّت على التصعيد العسكري فإنّها ستظل تُمنَى بالكثير من الخسائر الميدانية التي تكسر إرهاب هذا الفصيل الإرهابي.
استنادًا إلى ذلك، فإنّ هناك حاجة ماسة لأن يتم تكثيف الجهود العسكرية في المرحلة المقبلة عملًا على كسر هيبة الحوثيين بشكل أكبر في المرحلة المقبلة، وهو ما يدفع نحو إجبار المليشيات على الالتزام بمسار حل سياسي ملزم يساهم في إخماد لهيب الحرب.
أهمية هذا الدور تنبعث من أنّ المليشيات الحوثية دأبت على التصعيد العسكري، وذلك من خلال ارتكابها آلاف الخروقات لمسار اتفاق السويد الموقّع في ديسمبر 2018، والذي كان قد نُظر إليه بأنّه خطوة أولى في مسار الحل السياسي، لكنّ المليشيات أفشلت هذا المسار من خلال عديد الخروقات.
إنعاش الآمال نحو تثبيت دعائم الحل السياسي تنبعث من أنّ الحرب الحوثية القائمة وإصرار المليشيات على إطالة أمدها أكثر من ذلك خلّفت واقعًا معيشيًّا بائسًا تخلّلته الكثير من الأزمات المعيشية المرعبة، ويتجلى ذلك في محاصرة ملايين السكان بين أطنان من المعاناة، وهي أزمة مصنّفة أمميًّا بأنّها الأشد بشاعة على مستوى العالم.
وإذا ما حوصر الحوثيون بين الخسائر الضخمة من كل حدبٍ وصوب، فإنّ هذا الأمر قد يدفع المليشيات جبرًا وقسرًا، نحو وقف الحرب المسعورة، وهو ما يمنح ملايين بارقة أمل لأنْ تنتهي الحرب التي طال أمدها أكثر ما يطاق.