الدّولة المٱخور !
علي ثابت القضيبي
* بالتّعييناتِ الرئاسية الأخيرة ، ترسّخَ يقيناً في ذِهني بأنّنا في كنفِ دولة / مٱخور ، ربّما التّشبيه خادشاً للحياءِ قليلاً ، لكنّه الصورة المُثلىٰ لحالنا هُنا ، لأنّهُ ماذا يعني الإصرار على تَدويرِ النفايات وبصلفٍ ايضاً ؟ وكما قَرأتُ أنّ النّائب العام المُعَيّن شَاع عنهُ النّهب ، خصوصاً لمرتبّاتِ عساكره !
يا إلهي ، إنّهُ الجنون بأبشعِ تجليّاته ، كما هو خارج نِطاق السلطة القضائية ، وهذا مخالف لقانون القضاء ، أمّا الأخير - بن دغر - فغنيٌ عن التّعريف ..
* في صفاقةٍ وقحةٍ تُصرٌ السلطة على أن تطل علينا بها بعد كل إنفراجة تلمٌ بالبلادِ ، وهذا صَادمٌ ، ولأنّ رأس السلطة من المُفترض أن يبدي كلٌ الحرص على لَجمِ أي إنبعاجاتٍ ربّما تنشأُ هنا أو هناك ، هذا البديهيٌ في أي دولةٍ سَويّةٍ ، لكن ببوهيميّةٍ خرقاء ورُعونة ، يُصرٌ رأس هرم السلطة على أن يكون مَبعثاً لِما لايَخرج عنه إلا القاذورات والعفن الذي يُزكم الأنوف !
* يدركُ الشّارع جيداً أنّ ( عًرّاب ) السلطة - علي الأحمر واللوبي إيّاه - هم وراء مثل هكذا تعييناتٍ خرقاء فهو شيخ الرّئيس ، ويتّكئ على مقولة ( السلطة حقّي ) ، وأنا كجنوبي ، ولأنّ فخامة الرّئيس جنوبيٌ ايضاً ، يَشرخُ في قلبي كلما نَبَش الشارع في رواية أنّ فخامة الرّئيس كانَ مجرّد تابعاً وبدون صلاحيات وهو النّائب في عهد عفاش ، وتَملّكهُ لِعب دَور التابع حتى وهو في مَنصبِِ الرئيس وصولجانه ، وما يَحزٌ في النّفس أنّ في مثل هكذا إجراءات وقرارات - التّعيينات الأخيرة - يُصبغُ قدراً من الصحة على مثل هكذا تناولات .
* كلما أحاولُ أن أستحضرَ مَلمحاً وردياً أو إيجابياً في أداء السلطة هنا ، يضطربُ ذِهني ، وتَعتركُ في مخيلتي كلٌ مَشاهد العبث الجنوني التي تَطحننا - إنقطاعات الكهرباء والمياه - المرتّبات - الغلاء - تغوٌل الفساد - و ... و ... - قائمة سوداء متخمة بالويلات ، وهي أحالت حياتنا جحيماً ، فأعودُ وأنكصُ ، وفي داخلي هاجس يدمدمُ : ماذا ترجو من مٱخورٍ ؟! تقريباً هذا التّوصيف أقرب الى الدقة كثيراً كما يبدو .
* الأكثر مثاراً للإحباط ، هو أنّ رأس السلطة يُديرُ البلاد وكأنه لم يَعهد من أشكال الحكم إِلا نفس نَمط وأسلوب عفّاش وحسب ! أي تَقوقع وإنحصَر في أنموذجه ، ولم يَحتذيَ مثلاً بالرئيس المصري السيسي بنجاحاته وإنجازاته المُبهرة لبلده ووطنيّته و ... و ... ، أو على الأقل مثل جيراننا أمراء الخليج ، ولأنّه - الرئيس - لايحتكم على خُبث ودهاء والخلفية القبلية لِسلفه ، فجاء حُكمهُ أكثر قُبحاً وسؤاً ورثاثة ، وحقاً كان عهد عفاش قبيحاً وإجرامياً وناهباً و ... و ... ، لكنّ هذا زادَ الطين بِلةً .
* في دولة جنوبنا قبل الوحدة ، لم نَعهد شيئاً البته من كل فضائع هذا العبث والفساد وغياب القانون و ... و ... ، فلم يَجرؤ أكبر مسؤول أو غيره أن ينهب فلساً واحداً ، وكم تعبّأت زنازين السجون بموظفين وقعوا في أخطاءٍ بسيطة محدودة ، والدولة كانت دولة حقاً ، ولذلك نشعرُ نحن الجنوبيون أنه بدخولنا هذه الوحدة قد غرقنا في بالوعةٍ عميقة عفنة ومنتنة ايضا ، وعلينا أن نغادرها سريعا بهذا الشكل أو ذاك ، أليس كذلك ؟!