خروقات الحوثي المتواصلة.. تصعيد المليشيات الذي يبعثر الأوراق
فيما تكثر الدعوات الرامية إلى وضع حد للحرب التي طال أمدها أكثر مما يُطاق، تواصل المليشيات الحوثية العمل على بعثرة هذه الأوراق، وتعمل على التصعيد العسكري بشكل مستمر من أجل إفشال أي مساعٍ ترمي إلى التوصّل إلى حلحلة سياسية.
الساعات الماضية كانت على موعد مع المزيد من الإجرام الحوثي في هذا الصدد، حيث أقدمت المليشيات على انتهاك الهدنة الأممية في محافظة الحديدة، بشكل واسع.
وفي التفاصيل، ارتكبت المليشيات الحوثية 72 خرقًا رصدتها القوات المشتركة، في ثمان ساعات، بمختلف أنحاء المحافظة، وقد تنوعت الخروقات عبر عمليات عدائية شملت القصف المدفعي واستهداف المدنيين والقرى السكنية.
إقدام المليشيات الحوثية على التصعيد العسكري على هذا النحو أمرٌ لا يثير أي استغراب، فهذه المليشيات المارقة تملك باعًا طويلة في ارتكاب صنوف ضخمة من الاعتداءات التي ترمي بشكل مباشر إلى إطالة أمد الحرب.
وتصر المليشيات الحوثية على إطالة أمد الحرب من أجل تحقيق أكبر قدر من المكاسب، سواء فيما يتعلق بمساعي التمدّد على الأرض تنفيذًا لأجندة إيرانية خبيثة، بالإضافة إلى مساعي المليشيات التي تهدف إلى التوسّع في جرائم النهب والسطو على صعيد واسع.
ولعل الدليل الأكثر وضوحًا على خبث نوايا الحوثيين في هذا الصدد يتعلق بحجم الخروقات والانتهاكات التي ارتكبتها المليشيات لبنود مسار اتفاق السويد الذي وُقِّع في ديسمبر 2018 وقد بعث الكثير من الآمال نحو الحل السياسي، إلا أنّ المليشيات أجهضت هذه الآمال بفعل خروقاتها المتواصلة.
في مواجهة كل ذلك، فإنّ الأمم المتحدة باتت مطالبةً أكثر من أي وقتٍ مضى بالعمل على الضغط بشكل مكثف وواسع النطاق على المليشيات الحوثية لإلزامها بالانخراط في مسار الحل السياسي الملزم الذي يحمل أهمية قصوى فيما يتعلق بإخماد لهيب الحرب.
أهمية لعب هذا الدور تنبعث من أنّ الحرب العبثية التي تشعلها المليشيات الحوثية خلّفت أزمة إنسانية مرعبة، تُوثّق بأنّها الأشد بشاعة على مستوى العالم، وهو ما يستدعي تكثيف الجهود الإغاثية من جانب، مع العمل في الوقت نفسه الدفع بشكل ملزم نحو الحل السياسي.