نيران الحوثي التي تلتهم المزارع.. إجرامٌ يصنع الأعباء
على مدار سنوات حربها العبثية، لم تتوقف المليشيات الحوثية عن شن الكثير من الاعتداءات التي استهدفت القطاع الزراعي الذي تكبّد كلفة باهظة للغاية من جرّاء الاعتداءات الغادرة التي شنّها هذا الفصيل الإرهابي.
ففي أحدث هذه الاعتداءات الغاشمة، هاجمت مليشيا الحوثي، المدعومة من إيران، مزارع المواطنين في مناطق متفرقة جنوب محافظة الحديدة؛ استمرارًا لتصعيدها الوحشي.
وفي تفاصيل هذا الاعتداء الغادر، شنّت مليشيا الحوثي اعتداءً مروّعًا على المزارع في مديرية الدريهمي، بقذائف مدفعية الهاون الثقيل من عيار 120، وفق مصادر محلية تحدّثت عن أنّ المليشيات عزَّزت هجومها بفتح نيران أسلحتها الرشاشة المتوسطة.
وأدّت الحرب الحوثية إلى تدهور القطاع الزراعي بشكل كبير للغاية، وتقول إحصاءات أممية الزراعية إنّ هناك تراجعًا في المساحات الزراعية، مع تراجع الإنتاج في شتى أنواع المحاصيل لمستوى النصف.
وتُقدَّر خسائر القطاع الزراعي في اليمن بمليارات الدولارات، ومع استمرار الحرب أدى توقف إنتاج النفط وانعدام الوقود وخاصة مادة الديزل، إلى جفاف وموت مساحات شاسعة من الحقول الزراعية.
وأسفرت الحرب الحوثية الراهنة عن تدمير القطاع الزراعي الذي يوظّف نصف القوى العاملة، وهو مسؤول عن 15% من الناتج المحلي الإجمالي، لكن بسبب الحرب انخفضت حصة الزراعة من الناتج المحلي، ما يهدد ملايين الأسر.
هذا التوثيق المرعب يبرهن على حجم الأضرار التي تكبّدها القطاع الزراعي على مدار سنوات الحرب الحوثية، وكيف أنّ الاعتدءات الغاشمة التي شنّتها المليشيات لا سيّما جرائم القصف الغادرة، أحدثت خسائر مرعبة لهذا القطاع بما يُشكّل سببًا رئيسيًّا في تفاقم الأزمة الإنسانية.
من هذا المنطلق، فإنّ هناك حاجة ماسة لأن يكثّف المجتمع الدولي سواء فيما يتعلق بالضغط على المليشيات الحوثية من أجل وقف الاعتداءات الغادرة التي تشنها على مزارع السكان، مع العمل في الوقت نفسه على ضرورة دعم القطاع الزراعي لتمكين المتضررين من تجاوز هذه الأعباء.