نهب مخصصات متطوعات الصحة العالمية.. الخِسة الحوثية في أبشع صورها

الأربعاء 27 يناير 2021 12:28:53
testus -US

رصاصٌ غادر دأبت المليشيات الحوثية على إطلاقه على القطاع الصحي على نحوٍ أحدث أزمة مرعبة في هذا الإطار، كبّدت السكان كلفة لا تُطاق على الإطلاق.

ففي أحدث الاعتداءات على هذا القطاع، نهبت وزارة الصحة التابعة لحكومة الحوثيين "غير المعترف بها" مخصصات المتطوعات الصحيات المقدمة من منظمة الصحة العالمية.

"المشهد العربي" علم من مصادر صحية في صنعاء أنّ وزير صحة المليشيات المدعو طه المتوكل، استحوذ على مخصصات مالية رصدتها منظمة الصحة العالمية للتوعية بفيروس كورونا، وحملة تلقيح شلل الأطفال.

وبحسب المصادر، فإنّ نمئات المتطوعات في التثقيف الصحي، اللواتي نفذن حملة توعية حول فيروس شلل الأطفال لمدة ستة أشهر من منزل إلى منزل ضمن مشروع ممول من منظمة الصحة العالمية، لم يستلمن مستحقاتهن البالغة 200 دولار شهريًا، بسبب استحواذ الوزير الحوثي على تلك المخصصات.

الوزير الحوثي الذي يقحم نفسه مشرفًا على المشاريع الممولة دوليًا استحوذ أيضا على مخصصات المتطوعات اللواتي عملن خلال حملة التحصين ضد شلل الأطفال والتي نفذت أواخر نوفمبر الماضي والبالغة 150 دولارًا لكل متطوعة.

هذه الجريمة الحوثية يمكن القول إنّها تحمل دليلًا دامغًا وبرهانًا واضحًا على حجم خِسة المليشيات، وكيف أنّ هذا الفصيل الإرهابي يجيد صناعة الأعباء على السكان بشكل مرعب للغاية.

وتؤكّد هذه الجريمة أنّ قيادات وعناصر المليشيات الحوثية عبارة عن مجموعة من تجار الحرب ومرتزقتها، أولئك الذين يتربّحون بشكل واسع النطاق من خلال ارتكابهم مثل هذه الجرائم واسعة النطاق.

القطاع الصحي على وجه التحديد، تكبّد كلفة باهظة للغاية من خلال عديد الجرائم التي ارتكبتها المليشيات الحوثية، وذلك بعدما أفسحت المجال أمام تفشي الأمراض والأوبئة التي سجّلت حضورًا طاغيًّا وتفشيًّا مرعبًا، نهش أجساد أعداد ضخمة من السكان.

المليشيات الحوثية لم تولِ أي اهتمام للجانب الصحي في المناطق الخاضعة لسيطرتها، وبشكل واضح تعمّدت تعطيل الخدمات الصحية في المستشفيات وذلك من خلال إخراجها عن الخدمة سواء من خلال شن هجمات إرهابية عليها أو إغلاقها بمبررات وحجج هزلية وواهية.

العدوان الحوثي على القطاع الصحي لم يتوقف عند ذلك، فالعنصر البشري "أفراد المنظومة الطبية" طالتهم الكثير من الجرائم الحوثية، سواء من خلال الاعتداءات الجسدية المباشرة أو من خلال ممارسة صنوف عديدة من التضييق عليهم وفرض الإتاوات عليهم.

كل هذه الجرائم يمكن القول إنّها قادت في نهاية المطاف إلى أزمة صحية شديدة البشاعة، توثّق أهوالها الكثير من المنظمات الدولية، وهو أمرٌ مرشح للزيادة في ظل الإصرار الحوثي على ارتكاب المزيد من الجرائم الغادرة.